د.شملان العيسي يحذر من تسيس التعليم

زاوية الكتاب

كتب 787 مشاهدات 0



الوطن

ملتقطات

لا تسيسوا التعليم

د.شملان يوسف العيسى

الضجة المفتعلة التي اثارها اولياء الامور والصحافة ومرشحو مجلس الامة بعد ظهور نتائج اختبارات الثانوية للفترة الثانية حيث اظهرت النتائج انخفاض في نسب النجاح لطلبة الثانوية العامة عنه في الفترة ذاتها في العام الماضي.
اولياء امور الطلبة تجمعوا في اروقة الوزارة احتجاجا على صعوبة الاختبارات التي وصفوها بالتعجيزية وادت الى تدني معدل نجاح ابنائهم معتبرين ان الامر مقصود لتضليل عدد خريجي الثانوية وتقليل الضغط على الجامعة في قبول اعداد اضافية منهم.
على وزارة التربية والحكومة وكل العقلاء في الكويت اتخاذ موقف رافض وقوي ضد تدخل اولياء الامور والطلبة والسياسيين الذين لا يهمهم تدني مستوى التعليم، وكل همهم ارضاء المواطنين بأي ثمن لشراء صوتهم.
نسب النجاح في الاختبارات التي نشرتها الزميلة الجريدة يوم الجمعة 27 يناير في الصفحة الاولى تفيد بان نسب النجاح معقولة ومقبولة وربما مرتفعة في بعض المواد.. فنسبة النجاح في المقررات العلمية كما يلي الكيمياء %71.7 الرياضيات %65.89 الاحياء 77.56 الفيزياء %64.94 الانجليزي %82 الاسلامية %98 اما التخصصات الادبية الانجليزي %60 اللغة العربية %63.2 الفرنسية %75.1 الفلسفة %59.1 التاريخ 78.1 الجغرافيا %89 الاحصاء %65.
درجات النجاح لا غبار عليها وتمثل واقع الحال اذن لماذا الاحتجاجات ولماذا يصر اولياء الامور على التقييم القديم الذي غيرته الوزارة؟
الاختبارات القديمة تتكون من 5 اختبارات 2 منهم قصيرة 2 كبيرة وواحدة عملي %30.. الوزارة الغت الاختيارات القصيرة واكتفت باختبار نصف الفصل والنهائي وخفضت العملي من %30 الى %15 ويعود السبب الى حقيقة ان الاختبارات كان تجري داخل المدارس ويضعها مدرسو المادة في المدرسة.. النظام الجديد اعطى المدارس مسؤولية احد الاختبارات والاختبار الآخر تضعه المنطقة التعليمية.. ولوحظ من التجربة ان هنالك فروقا شاسعة بين نتائج اختبارات المدارس ونتائج اختبارات المنطقة التعليمية في كل منطقة وتشرف عليها، وتبين للوزارة ان الاختبارات في المدارس ودرجاتها مرتفعة جدا بينما اختبارات المنطقة التعليمية نتائجها منخفضة.. مما يدل على وجود خلل واضح في التقييم في المدارس حيث تلعب الواسطة والمحسوبية والانتماء القبلي والطائفي والعائلي دورا في تقييم الطالب الى جانب الواسطة والمحسوبية وشراء الهدايا والعلاقات الشخصية في التقييم ورفع درجات الطلبة.
مخرجات التعليم الثانوي الذين ندرسهم في الجامعة في كلية العلوم الاجتماعية قسم العلوم السياسية مستواهم الثقافي والعلمي واهتمامهم بالدراسة متدن جدا مما يدل على انهم غير مؤهلين لدخول الجامعة وليسوا مؤهلين للتخرج من الثانوية فهم ضعاف في الثقافة واللغة العربية واللغة الاجنبية وليس لديهم اي مواهب في طرح الاسئلة او الاجابة عن التساؤلات.
على الحكومة ووزارة التربية عدم الاخذ بالاعتبار كل هذه الشكاوى المفتعلة وعليهم عدم الرضوخ للضغوطات مهما كانت نتائجها فأولياء الامور مطلوب منهم الاجابة عن تساؤل بسيط وهو سبب تغيب ابنائهم الطلبة عن الامتحانات؟.. هل يعقل ان يتغيب عن الاختبار بعذر 9.450 طالباً وطالبة.. بالتأكيد هنالك خطأ.. لو حصل ذلك في اي دولة اخرى لتم فصل الطلبة الذين يتغيبون، والمصيبة عندنا هو ان هنالك استهتاراً وعدم اهتمام او اكتراث بالتعليم والعمل او اداء الواجب تجاه النفس والوطن الجميع ينقد الحكومة ولا يجرؤ احد على نقد الذات ومراجعة النفس والاهتمام بأبنائهم الطلبة بدلا من لوم الحكومة.. اهتموا بتربية ابنائكم بدلا من المظاهرات والصخب السخيف وكفانا تدخلا للسياسة والمواطنين في كل شيء فالمواطن الذي لا يعجبه التعليم العام يذهب للتعليم الخاص.
د. شملان يوسف العيسى

 

تعليقات

اكتب تعليقك