'تويتر' أصاب وحدتنا الوطنية بالضرر.. سالم الخويطر مؤكداً

الشاهد

هروباً منك يا تويتر

سالم مبارك الخويطر

 

قدرنا ان نعيش في هذا العالم المتقدم والمتطور في كل لحظة وفي كل ثانية من الزمن.. وقدرنا ان نتعايش وفقا لمعايير تكنولوجية متطورة باعدت بيننا وبين ماضينا.. واختطفت حاضرنا وشوهت ملامح مستقبلنا واغتالت ما تبقى من إنسانيتنا..

نعم خدمتنا وسهلت علينا امور حياتنا لكنها اضرت بعلاقاتنا الاجتماعية وجعلتها في مهب الريح العاتية والامواج الضارية.. كنا نعيش البساطة التي عاشها قبلنا الآباء والاجداد تواصلاً اجتماعياً يكاد لا ينقطع.. حب الخير للغير مهما كان جنسه وانتماؤه .. ترابط اسري بين افراد الاسرة الواحدة انعكس بالايجاب على وحدة المجتمع.. فلم يكن هناك وجود للظواهر السلبية التي باتت ظاهرة للعيان بإفرازاتها القبيحة ولم يكن هناك اي ذكر للطائفية البغيضة..لا أقول مجتمعاً ملائكياً او أفلاطونيا.. لكنه المجتمع المتسامح الطيب الذي جبل على الحب والخير والعطاء ونكران الذات..

هكذا عشنا وتعلمنا نحن جيل الستينات والسبعينات.. ولكن للاسف الشديد نعيش اليوم واقعا مؤلما، متقاربة اجسادنا داخل البيت الواحد ولكن ارواحنا متباعدة وتعيش يتما في المشاعر ووحدة قاتلة.. من خلال اختطاف اجهزة المحمول لانسانيتنا ولمشاعرنا نعم يكون جميع افراد الاسرة مجتمعين تحت سقف واحد لكن كل واحد منهم يعيش منزويا مع جهازه المحمول يهامس شاشته ويداعب ارقامه وحروفه متابعا مندهشا متوتراً حزينا سعيدا كل السلوكيات تجتمع بينه وبين شاشة جهازه، ينعزل تماما عن محيطه الاسري والاجتماعي. الوسيلة الوحيدة للتواصل مع افراد اسرته هي الجهاز حتى الاجتماع على مائدة الطعام ليس كما السابق.. حتى تأثر الابناء تأثيرا كبيرا في تحصيلهم العلمي من خلال الانشغال الدائم بالاجهزة المحمولة..وهذا ما انعكس على المجتمع من خلال تفكك وحدة المجتمع والضرر الذي اصاب الوحدة الوطنية من خلال ما ينشر على شاشات تلك الاجهزة. 

الامر جدا خطير وينذر بكارثة اجتماعية خطيرة لها بالغ الضرر اجتماعيا وصحيا وتعليميا وامنيا على المدى البعيد.. قد لا نشعر به الآن ولكن كان الله في عون الأجيال القادمة.. التي ستفتقد للكثير من الروابط الاجتماعية والسلوكيات الجميلة .. نعم ستكون حياتهم سهلة مترفة لكنهم لن يشعروا بأي لذة ونكهة لها.. ستكون مبهمة غير واضحة المعالم.

ولهذا قررت ان أعلن انسحابي من عالم تويتر الموتر الذي زاد من توتر الناس وجعلهم متوترين توتراً ليس بعده توتر.. فآثرت ألا اتوتر وأوتر غيري من الناس.