فاطمة البكر تكتب: 'لم تزل دروبنا متعرجة!'

زاوية الكتاب

كتب 625 مشاهدات 0


القبس

وهج الأفكار  /  لم تزل دروبنا متعرجة!

فاطمة عثمان البكر

 

في محطة استراحتي لم أجد أبلغ من هذا الرد لسائلي المجهول المستفسر عن أحوالنا، وكيف تسير أمورنا في ظل تلك الأوضاع المضطربة، لم أجد أبلغ من هذا الرد:
سيدي العزيز،
تسألنا عن أحوالنا وتطلب منا الرد السريع، أحوالنا؟ باختصار هي أن مدافن الربيع في أهدابنا بستان
العمر أصبح زادنا والأمل السكران
جرحنا طويل يسحبه شمعدان في انبجاس وهجه تراءت لنا جزائر المرجان، وجوهنا رسمت خطوط الدهر والصعاب فيها أخاديد... شعاب، ووديان، نسير في الطريق بلا ألوان..

لم يعرفنا العالم بهذه الطلعة الباهتة الألوان، عيوننا كوكبان مطفآن، كأننا قادمون من مدينة تهجرها الأغان، طريقنا مازال طويلاً... طويلاً، والحقول تثمر كل يوم حزمة أحزان، الرياح تكاد تقتلع أشجارنا الباسقة الشاهقة، وتكسر نوافذنا المحكمة المحصنة لتلقي بما تحمله خزائننا الممتلئة بالحرير والمرجان، محاولات حثيثة مقصودة مرصودة تكون طعماً شهياً للحيتان.

سيدي العزيز،
ما زالت دروبنا متعرجة، مرهقة، ومازلنا نسعى ونسعى بصبر وإيمان لنصل إلى بر الأمن والسلام والأمان... نسرع الخطى تارة، نستريح.. ونواصل المسيرة تارة أخرى لنصل إلى شاطئ الأمان متى؟ وكيف؟ وأين؟ غداً أو بعد غد، بعد قرن، ولكننا سنصل حتماً، وعندها فقط سنقول لكم بأننا «بأحسن الأحوال»، فاطمئنوا وعندها «طمئوننا عنكم»، فنحن قد وصلنا إلى حافة الأمن والأمان!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك