مسرحية ' سافرات ' رسالة ليست واضحه
منوعاتمارس 31, 2012, 1:06 ص 1195 مشاهدات 0
ضمن العروض المشاركة في المهرجان الأكاديمي الثاني الذي ينظمه المعهد العالي للفنون المسرحية قدم طلبة المعهد مسرحية 'سافرات' ، وهي من اخراج وتأليف وديكور الطالب أحمد العوضي.
فكرة المسرحية فكرة قد يكون عليها بعض التحفظات لأنها تناقش قضية السفور بكل ما يحمله من مفاهيم وعلاقة التضاد بينه وبين الحجاب ، وقد طغت على العمل أيديولوجيات المؤلف الشخصية ، حيث طرح مفاهيم عن الحجاب تناقض مفاهيمه ، وقدم طوال العرض مقولات ضد الحجاب وكان يهدف العكس ، رغم أن هذا التناقض لم يكن مبررا .
نجح فريق العمل في أداء الأدوار المرسومة لهم بشكل مباشر خلا من اللمحات الفنية ، كان العرض مباشرا إلى حد أفقده أي بريق ، كما أن تمسك المحجبة بحجابها بداية العمل إنهار في نهايته بشكل غير مبرر أيضا ، وبهذا فقد العمل الرسالة التي يريد إيصالها ، وكأن العمل يقول للمتفرج أن الدنيا متجهة إلى السفور.
جاءت المسرحية بأكملها من خلال ديكور واحد لم يتغير ، كان ممكن تغيير الخلفية على الأقل ، أما الأرجوحة فجاءت معبرة لما تحمل من دلالات ، كما أن اللون الأسود جاء معبرا ومتناغما لما تحمله المسرحية من معاني رمزية.
لم يكن اختيار المخرج لفتاة محجبة في هذا الدور موفقا وكان يمكنه اختيار فتاه عادية لا ترتدي حجابا ، فكونها محجبة جعل مشهد النهاية منقوصا حيث أنها لم تخلع الحجاب بالكامل، أما الفتاتان السافرتان فقد جاء اختيارهما سليما ونجحتا فيما رسم لهما.
المسرحية شبهت كل السافرات على أنهن فتيات ليل ، والضوء الأحمر طوال المسرحية جاء دليلا على الشر ، وحملت المسرحية بعض الإسقاطات السياسية منها أن الشر يحكم العالم وأن التدين يراه الكثيرون رجعية .
جاءت الأرجوحة لتعبر عن الميل إلى الرغبات ، والتأرجح إلى الغواية وتم خلال المسرحية ترديد العديد من العبارات التي كان لها توجهات معينة منها 'السفور معناه أن تفعلي ولا تفهمي '، ما يعطي تساؤل هل أصبح تغييب العقل ضرورة في هذا الزمان؟
و'الكرامة لا تفيد ' و'تعددت الأسباب والسفور واحد '، وغير ذلك من عبارات تم ترديدها على خشبة المسرح .
تم وصف المرأة المحجبة بأن 'حياءها بدائي ولباسها قديم وفكرها سطحي '، ويبدو أن المؤلف خالفه التوفيق في الكثير من العبارات لأن زي المرأة أيا كان لا يرتبط بالنضج في التفكير، وربما تكون العلاقة بينهما عكس ما طرحه المؤلف.
أصر المؤلف على بعض الإسقاطات السياسية حين رددت إحدى السافرات ' هذا الغطاء أصبح منبوذا ' وهنا جاء إسقاطه على ما يحدث في الغرب من نبذ المحجبات وإقصائهن' والجهر بالمعصية أفضل من الجهر بالتخلف' كون الغرب ألصق تهمة الإرهاب بالمسلمين، ولذلك فالجهر بالمعصية هو الخلاص من وجهة نظره.
'أزيلي هذا الوقار وتقدمي بطموحك' وكأن الحجاب يقتل الطموح أو يقف حائط صد أمامه .
طرح العرض فكرة المساواة بين الرجل والمرأة لكنه لم يركز عليها ، في عبارة 'تساوي بآدم' ،وجاء المؤلف بعكسها في نفس اللحظة بمقولة 'التساوي بآدم يهدم الكون ' .
وكان هناك لحظات ندم للسافرات لم يعطها المخرج حقها في العرض وظهرت في عبارات 'ليتنا كنا كلاب لكنا أوفياء لها' و'زمن نفسي .. نفسي '
لم يستخدم المخرج أدواته بشكل جيد حيث خلا العرض من السينوغرافيا الداعمة للأحداث من إضاءة وصوت.
فريق العمل:
محمد الحملي- سماء – نوف سلطان- فاطمة القلاف – عبد الرحمن اليحيوح فهد الصالح- عبد السعدون – فهد مبارك- سويلم عماش – سليمان السليمان- عبد الرحمن خضر- ناصر الدوسري- عمر الظفيري – أحمد العوضي
تعليقات