القلاف يطالب بتنقيح التراث الإسلامي من الروايات المدسوسة
زاوية الكتابكتب يونيو 21, 2007, 7:37 ص 519 مشاهدات 0
لقد
منح للمرتد سلمان رشدي لقب الفارس وربما يعتقد البعض أن الرجل قد حرر أرض
الامبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس, أو أبدع في تقديم اختراع للبشرية خدم به
الإنسانية واستفاد منه ملايين البشر, لكن اتضح أنك حتى تلقب بهذا اللقب الرفيع ما
عليك إلا أن تتعدى على الإسلام ونبيه الأكرم صلى الله عليه وآله وزوجاته الكرام
أمهات المؤمنين رضي الله عنهن. إن منح هذا اللقب للمرتد سلمان رشدي يكشف حقائق عدة
كانت واضحة ومسلمة لدى من أصدر الفتوى بهدر دمه وهو الإمام الراحل الخميني قدس سره,
ففي الوقت الذي كانت العلاقات البريطانية الإيرانية تسير باتجاه المصالحة وعودة
الروابط الديبلوماسية وتحسين الظروف السياسية بين البلدين, وكانت إيران في أمس
الحاجة لتقوية العلاقة مع بريطانيا, فالضغوط التي كانت تمارسها أميركا على إيران في
أعلى درجاتها, وبدأت الأمور تسير إلى تحسين العلاقة بين البلدين, وفجأة صدرت الفتوى
الشهيرة بهدر دم رشدي ما أدى إلى تعكير أجواء التقارب والتفاهم بين البلدين, فهل
كانت الفتوى بحجم الحاجة للتفاهم الإيراني البريطاني, أو كان كتاب الآيات الشيطانية
في الحقيقة يشكل ذلك الخطر الذي يستدعي اتخاذ ذلك الموقف المتشدد? اتضح اليوم وبعد
منح هذا اللقب للمرتد رشدي ضرورة هذه الفتوى وأهميتها وخطورة الكتاب في تلك الفترة
التي صدر فيها, فلماذا يكافأ اليوم? وعلى ماذا يتم منحه هذا اللقب? وماذا قدم
للغرب? وما سر الاستذباح الغربي للدفاع وحماية ثم تكريم هذا الكاتب المغمور? فهو
مقدمة شرسة مخطط لها أفسد مفعولها تلك الفتوى الشهيرة, فلقد نبهت الأمة لخطورة ما
يحاك ضد الأمة الإسلامية من تآمر تحت عنوان حرية الرأي, ووضعت سداً منيعاً لكل من
تسول له نفسه التطاول على دين الأمة الإسلامية ورسولها ورمزها النبي الأعظم صلى
الله عليه وآله وسلم. من ناحية ثانية نبهت هذه الفتوى كل أعداء الدين بأن المساس
بثوابت الأمة وأركان الإسلام ومبادئه لن يمنعه تشرذم الأمة الإسلامية وتفككها
وانقسامها, فهناك من العناصر الكثير ما يجمع هذه الأمة وإن التعدي على تعاليم الدين
الإسلامي سيواجه من الأمة الإسلامية بكافة أطيافها لتقف كالبنيان المرصوص, وإن مصير
من يتعدى على الدين الإسلامي أن يعيش حياة ضنكاً متخفياً ومذعوراً من أنصار دين
الله وأحبائه والغيورين عليه. اتضح للعالم الإسلامي أهمية وخطورة موقع العلماء في
الأمة الإسلامية ووجود من هو عارف للزمان والمكان قادر على تشخيص أمراض الأمة
وأعدائها, وكشف المؤامرات التي تحاك ضدها, والتصدي لها بموقف يحفظ فيها هذا الكيان
المقدس, وإن الأمة الإسلامية متى افتقدت قيادة علمائية حكيمة وواعية شجاعة صادقة
حاذقة قادرة على هداية الأمة وإرشادها فإن مصيرها إلى التشتت والضياع, لا تعرف
وظيفتها ولا تستطيع تشخيص تكليفها وأداء دورها المطلوب منها. إن المرتد سلمان رشدي
استغل وجود كثير من الروايات المدسوسة في التراث الإسلامي وفي بعض المصادر
الإسلامية والتي يعتقد بعصمتها من الزلل والتزوير والتحريف ما يوجب على علماء الأمة
الإسلامية مراجعة هذا التراث وتنقيته من هذه الشوائب التي نسبت إليه بهتاناً وزوراً
كما كشفت أن من يبحث في التراث الإسلامي وهو ليس على قدر من العلم والمعرفة الشرعية
الفقهية ولا يمتلك الأدوات العلمية الشرعية في البحث في هذا التراث قد يصل إلى
نتائج خطأ ويعطي معلومات مغلوطة تخالف تعاليم الإسلام الصحيحة, ومبادئه السامية
النقية, وهذا ما حصل مع المرتد سلمان رشدي ومن هو على شاكلته ممن يتصورون في أنفسهم
الثقافة والقدرة على البحث والنقد والكتابة عن الإسلام وتعاليمه. ويبقى السؤال
اليوم: في الوقت الذي ابتليت الأمة الإسلامية والعالم بأسره بظهور العناصر
التكفيرية التي عكست صورة سيئة عن الإسلام والمسلمين وأظهرته على أنه دين لا يراعي
حرمة للدماء باسم الجهاد ومحاربة الكفار: لماذا تم تكريم هذا المرتد المتجرئ على
الله سبحانه ورسوله والدين الإسلامي? فهل هناك رغبة في تحريك هذه المياه الآسنة من
خلال إثارة المسلمين وإعطاء المبرر لمثل هؤلاء العناصر لمزيد من العنف والتفجير
والقتل والإرهاب? فهل يمكن أن نقبل سلوكاً مثل هذا يصدر عن دولة منذ مئات السنين
تمارس العمل السياسي وعل دراية ومعرفة بالإسلام والمسلمين ومواطن استثارة المشاعر
الإسلامية والنقاط الحساسة التي تحرك الأمة? وهل وصل مستوى الجهل السياسي ببريطانيا
حتى يصدر منها ذلك الموقف وهي مدرسة الديبلوماسية والعمل المبرمج المخطط المدروس
الواعي? كيف يمكن قول أن من قام بهذه الممارسة هو بسيط جاهل غافل عن الوضع العالمي
والنهضة الإسلامية والصحوة الإسلامية العارمة التي تعيشها أمة الإسلام في هذه
المرحلة الزمنية? فنحن لا يمكن أن نضع هذا السلوك السياسي الخطأ إلا في خانة التآمر
على الأمة الإسلامية وتحديها ودفعها لردة فعل مقصودة يترتب عليها موقف تتخذه الدول
التي تتآمر على الإسلام والمسلمين, فالمكر والمكيدة لا يمكن تجاهلهما. لقد أصبح من
الواجب والضروري على علماء الأمة الإسلامية جمعيهم اتخاذ موقف موحد واضح وصريح
يوجهون به رسالة إلى الجميع أن الإسلام ونبيه الأكرم وزوجاته خط أحمر لا نقبل
تجاوزه وعلى الأمة الإسلامية أن تتوحد وتبتعد عن الفرقة والتنازع والتشرذم ومطلوب
منها موقف موحد حتى لا يظن البعض أن أمة الإسلام ضعيفة, أو يمكن أن تستضعف. السلام
عليك يا حبيب الله, السلام على المصطفى. اللهم احفظ الإسلام وأهله واحفظ الكويت
وشعبها من كل مكروه. * نائب سابق في مجلس الأمة سيد حسين القلاف *
السياسة
تعليقات