الفضل: يشكك برواية الخطيب عن فهد السالم

زاوية الكتاب

كتب 1035 مشاهدات 0


اتصل بنا بعض الاصدقاء من ذرية المغفور له العم علي الداود الحمود ـ مدير الصحة في الخمسينيات ـ ليعلمونا بالقصة الحقيقية كما سمعوها من اسلافهم، حول ما حدث بين الشيخ فهد السالم ـ رحمه الله ـ والدكتور أحمد الخطيب. وهي القصة التي علقنا عليها في مقال يوم امس الاول، وشككنا في مصداقيتها، واستنكرنا امكانية ان يقوم شخص مثل احمد الخطيب بالاعتداء على الشيخ فهد السالم وهو الاضخم منه جسدا، ومن ثم طرحه ارضا ووضع »عقاله« في رقبته!!!. ويبدوا ان شكوكنا كانت في محلها، وتحليلنا لم يكن بعيدا عما تصورنا انه حدث. فالاصدقاء من ذرية العم علي الداود يقولون ان القصة كما سمعوها تقول ان احمد الخطيب ـ وقد كان دكتورا مبتدئاً يومها ـ قد دخل على مكتب الشيخ فهد السالم الذي كان مسؤولاً عن القطاع الصحي، وكانت زوجته الفاضلة الشيخة بدرية السعود تساهم بجهود فردية في دعم الرعاية الصحية. دخل الخطيب على الشيخ فهد السالم وقال له: »لقد أذّتنا بدرية فيما تفعل« فوقف الشيخ فهد ـ رحمه الله ـ مندهشاً وغاضباً من »رفع الكلفة« وصاح بالخطيب »ومن تكون انت يا... حتى تنادى زوجتي باسمها؟! ولماذا لم تقل الشيخة بدرية«. وهي ردة فعل مفهوم حسب قيم وأخلاقيات تلك المرحلة. ثم لم يتردد الشيخ فهد عن توجيه كف، أو صفعة على وجه أحمد من يده الغليظة. وقع اثرها على الارض، فانقض عليه المرحوم فهد السالم و»نام بمردانه« واشبعه ضربا ولطماً ثم قام »وداس ببطنه«، مما حدا بصديقه المرحوم علي الداود للتدخل انقاذاً للخطيب من اصابات جسيمة، وما ان استطاع ان يبعد الشيخ فهد عن الخطيب، حتى قام المرحوم علي الداود بطرد الخطيب لخارج المكتب حماية له!! هذه هي القصة الحقيقية كما نقلها لنا ذرية المرحوم علي الداود، وهي قصة تتماشي مع منطق الاشياء، وحقائق ذلك الزمن، الفوارق الجسدية بين فهد السالم واحمد الخطيب اضافة الى الفوارق الاجتماعية الهائلة. وهذه القصة تؤكد اقتناعنا بان موقف احمد الخطيب التاريخي تجاه الشيوخ له مبعث يبدو من هذه القصة. المحزن والمخجل ان ما اعتدناه من السياسيين عندما يتقدم بهم العمر، ويبدأون في كتابة مذكراتهم، فانهم يذكرون »الحقائق« للتاريخ، وينتقدون الذات من باب الامانة وعدم وجود ما يخسرونه في نطقهم للحقيقة. إلا ان صاحبنا يبدو كما لو انه يحاول تزوير التاريخ وقلب الحقائق خدمة لاغراض شخصية. المؤلم أن الخطيب، الذي يبدو أنه على استعداد للافتراء في هذه المرحلة المتقدمة من العمر، يدفعنا للتساؤل عن كم الافتراء الذي ربما يكون قد اقترفه على مدى عقود عمله السياسي!! وعن مدى غياب الحقيقة عن الممجدين لتاريخ الرجل!! علماً بأن شجاعته اللفظية كانت دائما محمية من قبل علاقة أخيه بأحد الرموز في الحكم. يعني معارضة ثمنها »بلُّوشي« خوش معارضة. ونهاية لهذه المسرحية الخطيبية فان ذرية علي الداود يبدون استغرابهم وعدم تصديقهم لمقولة أحمد الخطيب ان الشيخ فهد السالم قد أمر صديقه علي الداود بتوصيل أحمد الخطيب إلى أي جهة كانت. فعلي الداود رحمه الله لم يكن صديقا مقربا من الشيخ فهد فقط، وإنما كان مديراً للصحة، وعنده تحت إدارته عدد كبير من الأطباء لم يكن أحمد الخطيب إلا واحداً من المستجدين بينهم، وان كان في مقدمة الأطباء الكويتيين. هذا للعلم والتنويه، ولان فيه منطقاً يقبله العقل السليم. أعزاءنا الغبار السياسي + حرارة الجو التي تؤكد النظرية القائلة إن الكويت خلقت أصلاً للبعارين، فجئنا لنعتدي على بيئتها + التهديد بانقطاع الماء والكهرباء عن منازلنا ومكاتبنا + قرب وصول »الرطب« بسعراته الحرارية وعلاقتها المرعبة بالسكر = دعوة مفتوحة للسفر، قمنا بالاستجابة لها.
الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك