4 أسئلة عن اتجاهات أسواق المال بقلم جون أوثرز

الاقتصاد الآن

662 مشاهدات 0


تتردد الآن أربعة أسئلة حول الاتجاهات داخل السوق وهي أسئلة لا يبدو لها أي معنى. ومن أحد الأسئلة المطروحة لماذا استعادت أسواق الأسهم العالمية قدرا كبيرا من قدرتها على التعافي بعد أن عاشت فترات طويلة في حالة ركود خلال كل الأزمات السابقة؟

غير أن هذا الانتعاش لا يتناسب مع نوعين من الكوارث التي أصابت سوق المال كانتا في معظمهما مشابهتين لبعضهما البعض - انهيار بورصة وول ستريت عام 1929 وانفجار فقاعة الاقتصاد في اليابان في رأس السنة عام 1989 (انفجار الفقاعة هو وصف لحالة تحدث عندما تتسبب المضاربة على سلعة ما في تزايد سعرها، بطريقة تؤدي لتزايد المضاربة عليها. وقتها يبلغ سعر هذه السلعة مستويات خيالية، لتشبه انتفاخ الفقاعة، حتى تبلغ مرحلة تسمى بانفجار الفقاعة أو البالون 'الانهيار'). بعد الوصول لأعلى مستوى له كان في عام 2007، انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الآن بنسبة 10 في المائة، كما أن مؤشري ستاندرد آند بورز ونيكاي 225 انخفضا بنسبة 45 و70 في المائة على التوالي بعد تلك الكوارث.

فالاختلاف في هذا الأمر تتم الإجابة عنه من الناحية السياسية وبن برنانكي رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي هو الأكثر دراية بهاتين الحادثتين. لأن البنوك المركزية في كل من الولايات المتحدة واليابان قد فشلت في اتخاذ رد فعل سريع فيما يتعلق بحزم الحوافز النقدية الجذرية، مما أدى إلى وجود ضرر اقتصادي جراء الانخفاض الحاد في أسعار الأصول.

أيا كان ما سيقوله التاريخ عنه، فلم يكرر برنانكي هذا الخطأ حيث سمحت الأموال ذات الفائدة المنخفضة الممنوحة من الاحتياطي الفيدرالي في انتعاش أسعار الأصول بقدر سريع لذا فقد نجح برنانكي على الأقل في تغيير سيناريوهات تلك الكوارث المالية ولكننا ما زلنا لا نعرف كيف سينتهي هذا السيناريو الأخير بعد الاستجابة لهذه السياسة النقدية غير العادية.

والسؤال الثاني: لماذا تتحرك الأسواق العالمية ومؤشرات السلع في اتجاهات مختلفة، ومتى منذ بداية هذه الأزمة سارت في اتجاه واحد خلال جميع الأوقات؟

كان من الواضح رؤية انفصال السلع التي تقاس بمؤشر مكتب أبحاث السلع (سي آر بي) عن أسواق الأسهم، فخلال الربع الأول عندما ارتفعت مؤشرت أسعار الأسهم مرة أخرى إلى نحو 11 في المائة توقف التداول على مؤشر سي آر بي.

ويشير هذا الأمر إلى وجود علاقة عكسية منذ أن بدأت الأزمة على الانتهاء، فإن أسعار السلع تعنى للبعض عائد أعلى ولكن تعني تكاليف عالية للآخرين لذا فهذه المؤشرات في حاجة ألا تكون على علاقة بالأسهم.

ولكن من المحتمل أن تشير أسعار السلع إلى شيء يتعلق باقتصاد الصين ألا وهو الأهمية الكبرى للمستهلك. فإن الأسعار الثابتة من المواد الخام تعكس القلق حيال طلب الصين. فلم يرتفع مؤشر مورجان ستنالي لأسعار أسهم منتجات السلع إلا 4 في المائة خلال الربع الأول وهي النسبة نفسها تقريبا في الأسهم الصينية. وفي الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار الأسهم لكبار الموردين للصين مثل البرازيل، فإن باقي الدول بالسوق لم تعد تدرك تباطؤ الصين.

السؤال الثالث: لماذا تبقى قيمة اليورو على قوتها في جميع الأوقات في حين أي عملة قد تصيبها بعض المخاطر من المؤكد أن تقل قيمتها؟

إن قدرة اليورو على التحسن غير عادية ومضرة كما أن أزمة منطقة اليورو نجمت جراء المشاكل في ميزان المدفوعات للدول المسببة لها. وبالتالي فإنهم في حاجة إلى يورو أضعف في القيمة. ويجب أي ركود طويل الأمد أن يكون أمرا مروعا لليورو ولكن إعلان البنك المركزي الأوروبي عن منح قروضه الميسرة للبنوك منذ أربعة أشهر تسبب في فائدة عالية. فلماذا؟

ربما لأنه على الرغم من المخاطر في عملية تقسيم الشركات، فإن المستثمرين يعتقدون أن منطقة اليورو ستكون أفضل بخروج اليونان من المنطقة. ولكن هذا هو في الأغلب خطأ الاحتياطي الفيدرالي. ويعتقد المستثمرون أنه من المحتمل أن يحاولوا في تقديم تسهيلات نقدية بدلا من قبول عرض البنك المركزي الأوروبي مما يضعف قيمة الدولار. فقد اعتمد تحرك منطقة اليورو خلال هذا العام على تصريحات بن بيرنانكي.

ولكن اعتمد الانتعاش الذي شهده الربع الأول على الثقة بأن الاقتصاد الأمريكي كان آخذا في التعافي. وإذا كان الأمر هكذا فإن التسهيلات النقدية أمر أقل احتمالية أن يطبق في الولايات المتحدة - كما أن قيمة الدولار يجب أن ترتفع. ولكن لا يستطيع المستثمرون العمل على هاتين الطريقتين. وتظل هناك ضرورة على الأمد الطويل أن منطقة اليورو لا تستطيع وضع خطة انتعاش قوية دون وجود قيمة لليورو أضعف.

السؤال الرابع: لماذا يفترض المستثمرون أن هوامش صافي الأرباح يمكنها الحفاظ على ارتفاع الأسهم ومتى ترتفع الأسعار عند حالات الانهيار؟

وبسبب استمرار حالة الأمل لدى المستثمرين وإن كان المأمول فيه بعيد المنال أو بسبب عدم أمانة السماسرة، فإن هوامش صافي الأرباح لها تاريخ طويل من عملية الرجوع إلى المعدلات السابقة. وعند الوصول إلى مستوى معين، يعودون إلى المعدل الأساسي طويل الأمد. ودائما ما تؤدي الهوامش من صافي الأرباح إلى الارتفاع ومن ثم فإنها تعطي أرباح الشركة قوة للانتعاش من حالة الضعف الاقتصادي.

وتشير التنبؤات الحالية إلى وجود حالة من التوسع في هوامش صافي الأرباح. وفي العام الماضي خفضت عملية البيع في الأسواق المالية من قيمة الأرباح المنخفضة لهذا العام، لذا فإن المشترين والبائعين قد لا يثقون بسماسرتهم فيما يقولونه لهم

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك