الدعيج يستنكر التنديد بحادث الاعتداء الايراني

زاوية الكتاب

كتب 480 مشاهدات 0


الاعتداء الذي تعرض له السكرتير الثالث في سفارتنا في العاصمة الايرانية ليس في محله، وبالذات ليس في توقيته رغم ان كل اعتداء على أي إنسان بلا مبرر يبقى اعتداء آثما في حقه، لكننا نرى ان هذا الاعتداء هو اجرام بحق الشعب الايراني تماما مثلما هو اجرام بحق الشعب الكويتي، ويأتي - لاشك - في وقت نحن بحاجة فيه الى التقارب والتفاهم بين شعوب المنطقة وسياسييها. ليس هناك مبرر لاختلاق ازمة بين الكويت وايران، وليس من صالح أحد تحول الامر الى كراهية بين الشعبين. لدينا تذكارات وترسبات سابقة كافية لان تضع العلاقات والصداقة بين البلدين على المحك ، ولسنا بحاجة الى حوادث مفتعلة تضعها على كف عفريت. لذا فان الحادث يبدو لنا من افتعال إما قوى غبية في ايران او ما هو الارجح قوى يهمها ان تزعزع العلاقة الودية والانسجام الذي يتسيد المنطقة ويجمع بين دولها. لهذا، فإننا نرى ان ضبط النفس مطلوب، وحكومتنا يجب ان يكون رد فعلها دبلوماسيا كدبلوماسية رئيسها وقبل ذلك قائدها العام، وليس هناك داع لاستنكار حادث اجرامي، فمثل هذه الحوادث تستنكر نفسها، ونحن على ثقة بأن في الحكومة الايرانية وبين الشعب الايراني من هو اشد استنكارا منا ومن حكومتنا لما حدث. حكومتنا بحاجة الى التأني وليس التراخي، التثبت وليس القفز الى الاستنتاجات الخاطئة، فنحن - مع الأسف - بيننا الكثير ممن هم 'على طريف' وليس هناك داع لتشجيع من هو اصلا يتربص وينتظر الفرص. لنترك للسلطات الايرانية التحقيق في الموضوع، ولننتظر شرحا هادئا للحادث واسبابه، فقد يغني كل هذا عن اي استنكار أو تنديد، وقد يجنبنا والايرانيين لسعات العقارب التي تترصد. حتى يثبت ان الحادث هو تحرك ايراني رسمي، فإننا مطالبون بأن نتعامل معه على انه استفزاز من قوى اجنبية ومعادية للكويت وايران يهمها الايقاع بينهما، او انه، في اسوأ الاحوال، تصرف صبياني - اجرامي من فئة ايرانية غير مسؤولة. وقبل القفز الى الاستنتاجات والاستنكارات لنتذكر اننا قبل اسابيع وبالخطأ أهنا جمهورية مصر عندما تم الاعتداء غير المقصود على احد دبلوماسييها.. هذا كان حادثا غير مقصود - مع انه من رجال امن رسميين - فلننظر الى ما جرى لدبلوماسيينا في طهران على انه كذلك. عبداللطيف الدعيج
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك