قصة الحربي واللهجة العراقية من الألف للياء

محليات وبرلمان

((الآن)) تنفرد بنشر تفاصيل سجن الثمانية سنوات بلقاء موسّع معه بحضور المؤمن والزيد، وأسرته: الشكر لـ((الآن)) على تبينها للقضية ونشرها

9872 مشاهدات 0

السفير المؤمن والزميل والزيد يشاركان الحربي واسرته فرحتهم

وأخيرا، علي الحربي المواطن الكويتي بين أحضان أسرته في بلاده الكويت، يستقبل المهنئين بالإفراج عنه بعد سجن دام ثمان سنوات منذ أكتوبر 2004.

تواجدت عصر اليوم بديوانه، وبحضور السفير الكويتي لدى العراق علي المؤمن الذي هنئه بالإفراج عنه، في حين وجهت أسرة الحربي الشكر والتقدير للسفير المؤمن على مساعيه بالفترة الأخيرة للأفراج عنه.

وحضر الزميل زايد الزيد ناشر تحرير لديوان المواطن علي الحربي، حيث قوبل بحفاوة بالغة من أسرة الحربي وخاصة من والد المفرج عنه، ووجهوا الشكر له ولجريدة على تبينهم القضية، حيث أنفردت قبل زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مارس الماضي بنشر تفاصيل قضية المسجون الحربي، في حين قال الزميل الزيد ان هذا الأمر لا فضل فيه ولا منة وهذا ما دأبت عليه ، والحمدالله أثمرت الجهود الشعبية والرسمية في استعادة الحربي إلى وطنه ليكون بين أهله ومحبيه. 

وأجرت حوارا مع علي الحربي كشف فيه لأول مرة عن تفاصيل اعتقاله وسجنه منذ عام 2004 وقصة تمكنه من اللهجة العراقية.
وقال الحربي وهو من مواليد عام 1980 و في لقاء هو الأول من نوعه، أنه كان في عام 2004 وخلال دراسته الجامعة في جامعة عجمان بمدينة أبوظبي الإماراتية حيث كان يدرس السنة الدراسة الثانية، ولحبه لهواية تربية الخيول دارت فكرة له بالسفر للعراق مع زميل إماراتي له بذات الجامعة واتفقا على الذهاب للعراق للتفاوض وشراء مجموعة من الخيول في مكان تابع للرئيس العراقي المقبور صدام حسين.

وقال الحربي في حواره مع ، أنه وبعد السفر للعراق وتحديدا لمدينة بغداد ألقي القبض عليهما من قبل مجموعة من الجنود الأمريكيين، وتعرضا حينها لإهانات لفظية وتم تغطية جسدهما بالكامل بأكياس بلاستيكية وتم نقلها إلى سجن أبوغريب.
وبين الحربي ان مدة سجنه لدى الجنود الأمريكيين استمرت نحو التسعة أشهر بتهمة دخول العراق بصورة غير مشروعة، وبعد ذلك تم تفريقه عن صديقه الإماراتي وهو عراقي الأصل وأفرج عنه لاحقا. 

وقال الحربي بعد تسليمه لوزارة الداخلية العراقية تم نقله لسجن بادوش في شمال العراق وتحديدا في مدينة الموصل، وفي عام 2007 تم نقله إلى سجن سوسة في مدينة السليمانية وبقى فيه حتى تم الإفراج عنه صباح الخميس الماضي. 

وعن تواصله مع أسرته، وهل كانوا يعلمون مكان سجنه وظروف اعتقاله، قال الحربي ان هناك العديد من الوسائل التي كان يتصل بها مع أسرته منذ اعتقاله وبشكل دائم على فترات، وفترات أخرى بشكل متقطع، وكان يتحدث معهم بالهاتف عبر عدة وسائل مشروعة ولدقائق معدودة، ومرات أخرى عبر ممثلي الصليب الأحمر حيث كان يقوم بتسليمهم رسائل مكتوبة يوصلونها لأسرته. 

وأشار الحربي إلى انه خلال تواجده في سجون أبوغريب وبادوش وسوسة كان يخفي هويته بأنه من الكويت لدى السجناء الأخرين خوفا من ان يضمروا له الشر ولحساسية علاقات البلدين بعد سقوط نظام الطاغية صدام حسين، ولهذا استطاع التمكن من اتقان التحدث باللهجة العراقية طوال مدة سجنه، وعندما يسأله أحدا ما عن محل اقامته وعن عائلته كان يجيبهم بأسماء وهمية. 

وسألت الحربي عن جدوله اليومي طوال مدة سجنه، فبين أنه لم يكن يُخالط أحد من السجناء وكان يقضية يومه ما بين ممارسة الرياضة وقراءة القرآن، مبينا أنه عانى الأمرين من عدم نظافة الوجبات اليومية بالسجن، وغياب النظافة.
وقال الحربي أنه طوال فترة سجنه لم يتعرض يوما ما لأي أذى جسدي أو نوع من أنواع التعذيب ما عدا الإهانات اللفظية التي كانت توجه له بين الحين والآخر، مبينا ان العناية الإلهية أنقذته من التعرض للتعذيب خلال تواجده بسجن أبوغريب في عام 2005 و2006 وهي الفترة الشهيرة التي عرفت بوجود قضايا تعذيب بالسجن. 

وسألت الحربي عما إذا كان قد ألتقى بسجناء كويتيين أو خليجيين خلال احتجازه، فبيّين الحربي أنه كان يسمع بوجود سجناء كويتيين، ولم تتاح له الفرصة إلا بعام 2007 حيث ألتقى بسجن كويتي يدعى أحمد العتيبي وتم الإفراج عنه في عام 2009 بعد انقضاء محكوميته، مشيرا إلى ان سبب سجن العتيبي يعود لنفس القضية وهي الدخول بصورة غير مشروعة. 

وسجلت استغرابها من غياب نشر قضيته إلا في عام 2012، فأجاب الحربي، من خلال الإتصالات بيني وبين أسرتي لم نكن نود ان نثير القضية أمام الوسائل الإعلامية وان تكون القضية بنطاق ضيق جدا ما بين الخارجية الكويتية ونظيرتها العراقية، وذلك خوفا من ان يكون الإفراج عني قد يشكل ورقة ضغط ومزايدة ومساومة من الجانب العراقي في ظل توتر علاقات البلدين منذ سقوط نظام صدام حتى قبل افتتاح البلدين لسفارتيهما من الجانبين.

وأضاف الحربي: في بداية الأمر وطول السنوات الماضية كان الجانب العراقي يماطل وينكر تواجدي وسجني بالأراضي العراقية، وكنت فقدت الأمل بالإفراج عني ووصلت لحالة من اليأس، ولكن وبعد الإتصالات مع عدد من أفراد الأسرة أعطيت لهم الضوء الأخضر للإعلان عن القضية وإثارتها بالوسائل الإعلامية، مبينا انه لن ينسى دور جريدة بالإعلان عن القضية وإنفرادها بنشر كافة التفاصيل.
وأشار الحربي إلى أن كافة الأحداث التي حدثت بالبلاد وبالعراق ردود الفعل كانت تصل إليه في مقر سجنه بسوسة بالسليمانية، وصولا إلى مشاركة سمو امير البلاد حفظه الله ورعاه بالقمة العربية ببغداد، حتى زيارة السفير علي المؤمن لمقر سجنه مع سالم الشنفا وألتقى بهما حيث أخبره السفير المؤمن بانه سيفرج عنه بعد صدور مرسوم جمهوري من العراق بإسقاط عقوبة الـ 15 عاما سجنا الموجهة ضده.

وأشار الحربي إلى أنه خلال رحلة عودته للبلد مرورا بمدينة دبي الإماراتية حيث مكث فيها كمحطة ترانزيت لمدة ساعة تقريبا، فوجئ بعشرات الشبان الإماراتيين الذي كانوا يدرسون معه بجامعة عجمان يستقبلونه بحفاوة بالغة ويوزعون الورود عليه وعلى الوفد المرافق له ويهنئونه بالإفراج عنه مبينا أن تلك اللحظات لن تمحى من ذاكرته .

وفيما يلي صورا التقطها عدسة خلال تواجدها بديوان الحربي :-

الآن- حوار: احمد سالم

تعليقات

اكتب تعليقك