البلد سيشتعل بأكمله إن استمر الوضع الحالي.. سعد الهاجري متوقعاً
زاوية الكتابكتب إبريل 19, 2012, 12:53 ص 736 مشاهدات 0
عالم اليوم
نقطة نظام / البلد تشتعل
سعد حوفان الهاجري
إن ما حدث في الجهراء أمس الأول من احتراق هائل للـ5 ملايين إطار في العراء في منطقة رحيّة، ومن شاهد الحريق والدخان المتصاعد يرجع بالذاكرة لحرق الآبار النفطية إبان الغزو العراقي، والمؤلم حقا في هذا كله أنه بعد تسليط الضوء على هذه المشكلة وبحضور النواب مسلم البراك والخليفة والمطر يتم بعدها بساعات حرق هذه الإطارات، ولا شك بأن التهمة ستتجه إلى “فعل فاعل” لأنها جريمة بحق البلد والشعب وفيها شبه العمد.
- إن إحراق الإطارات ليس مجرد حادث عابر، ولكن له أبعاد بعيدة المدى، وهو أن البلد سيشتعل بأكمله إن استمر الوضع من غير محاسبة لأحد، أو معاقبة هذه العصابات التي تنشر سمومها في البلد، إن هذا الفعل الإجرامي والمتعمد بحق البيئة والإنسان في الحقيقة لم يكن ليتم لو لم يعلم الفاعل بضعف الحكومة أو السيناريو الآخر أن هناك أطرافا في الحكومة مشاركة بهذا الفعل الشنيع لمصلحة مشتركة لهم مع أقطاب الفساد.
- تحتار حقا وأنت تشاهد هذا المنظر من الإطارات كيف لها أن تتكدس بهذه الصورة دون أي تحرك من مسؤولين في البلدية، ولا حتى لجنة التعديات فردت عضلاتها على المواطن البسيط.
لو كانت حكومة غير حكومتنا لقدم الوزير استقالته واحترم نفسه على خلفية كارثة أصابت البلد في مقتل من الإهمال، لكن حب المناصب والتعلق في الكراسي هي السمة الغالبة على القياديين في البلد، كيف لبلد يحمي مواطنيه وهيئة البيئة أعلى مسؤول بها مدان في تجاوزات كثيرة، أين تحقق البيئة المعادلة الصعبة، في ظل ظروف بيئية سياسية ملوثة.
الآن جميع المسؤولين يتبرؤون من الجريمة، مدير عام البلدية يصرح أن البلدية غير مسؤولة لأنها مخلفات صناعية وليست إنشائية، وسوف نسمع أن الهيئة العامة للصناعة تتبرأ وتبحث عن كبش فداء آخر، عيب عليكم الواحد فيكم إذا ما هو قد المسؤولية فليسترح ليُريح الناس من سوء تصرفاته.
مع هذا الحدث ستظهر البطولات العنترية لبعض الأعضاء والمسؤولين في الدولة من خلال التصريحات التي ستخرج من قبلهم على طلبهم بالمحاسبة وتشكيل لجنة تحقيق في الموضوع كل هذه التصريحات حتى يظهر على صفحات الجرائد ومحطات التلفزيون، يا هيه يا بشر... القضية ليست تكسبا ولا عرض عضلات قال عليه الصلاة والسلام “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” ولكن للأسف ليست هناك من يراعي الله في الأمانة التي وسدت إليه، وللأسف أن خيانة البلد وضياعه على يد مجموعة من أبنائه.
إن حادثة “رحّية” ليست الأولى وباعتقادي لن تكون الأخيرة، فقد سبقتها أيضا حوادث كثيرة كحادثة مشرف، وحريق شركة النفط، ولم نسمع إلى هذه اللحظة ما هي العقوبة التي اتخذت بحق الفاعلين، وأيضا مازال صاحب قضية اللحوم الفاسدة حرا طليقا.
وقد قيل: “من أمن العقوبة أساء الأدب”
ولدينا الكثير ممن أساؤوا الأدب.
تعليقات