سعود السمكة لـ'الحمود': رجال الأمن مكسورين وبحاجة إلى دعم معنوي!
زاوية الكتابكتب إبريل 24, 2012, 12:02 ص 865 مشاهدات 0
القبس
قراءة بين السطور / الشيخ أحمد الحمود: واقعنا الأمني لا يسر!
سعود السمكة
النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء الاخ الشيخ احمد الحمود الصباح وزير الداخلية.
معرفتي بك تعدت العشرين عاما منذ ان تقلدت منصب وزير الداخلية لأول مرة عام 92، عرفتك بالرجل المسؤول الذي يحترم النظام ويقدر حجم المسؤولية الامنية واهميتها في حياة الناس «اموالهم واولادهم واعراضهم»، عرفتك بالحرص على تطبيق القانون دون هوادة ولا تفرقة.. كنت تعامل «الغفير» مع الوزير على حد سواء، وابن الشيخ مع ابن المواطن العادي بالمسطرة نفسها.
ورغم ان تلك الفترة، بظرفها الخاص الممتلئ بتداعيات الغزو الغاشم، وما خلفته من انكساف للامن، بلغ في بعض الاحيان حد الانفلات، بسبب انتشار السلاح الذي خلفه الجيش الغازي، والذي سهل الطريق ومهده لارتكاب العديد من الجرائم الغريبة على المجتمع، ووسع من دائرة الخروقات الامنية، بالاضافة الى تواضع قدرات الدولة الامنية في بداية شهور التحرير، فإنك يا شيخ احمد، اقولها كشاهد على تلك المرحلة بكل امانة، استطعت بكل جدارة ان تحتوي الموقف بإرادة صلبة حركت في نفوس رجال الامن في كل القطاعات الامنية الوازع الوطني، واشعرتهم بانهم مسنودون بجدار صلب اسمه دولة القانون، الذي لن يسمح لاي كان بان يقفز عليه.
هذا الاسناد منكم، الذي كان يهدف الى بسط نفوذ دولة القانون، دفع رجال الامن الى مضاعفة الجهد لتأمين الامن والاستقرار، فكان العمل عند هؤلاء الرجال لم يكن محدداً بساعات عمل محددة، بل كان عملاً متواصلاً في المخفر وعلى الحدود، براً وبحراً وجواً، على مدى اربع وعشرين ساعة، وكان عبارة عن حجز إرادي قرره رجال وزارة الداخلية بقيادتك يا شيخ احمد، ولم يكن بقرار وزاري، او على اساس اوامر شفهية من فوق.. بل كان يومها الآمر الناهي هو نداء الواجب لحماية الوطن، الذي كان يمر وقتها في ظروف بالغة الدقة.
لكن الذي دفع رجالك، عناصر وزارة الداخلية، الى الحماس في مضاعفة الجهد لعودة الاستقرار الامني، لم يكن فقط نداء الواجب، على الرغم من اهميته القصوى، بل شعور هؤلاء الرجال بانهم مسنودون بجدار الدولة ويقفون على ارض صلبة تمكنهم من ترسيخ سيادة القانون على الوجه الاكمل.
لهذا السبب نجحت ونجح رجالك يا بو حمود في العبور بالكويت واهلها الى بر الامن والامان في فترة قياسية جداً، كانت محط اعجاب كل المراقبين من داخل الكويت وخارجها.
نحن اليوم، وبعد اكثر من عشرين عاما على تلك التجربة المريرة وما رافقها من انكشاف امني خطير، استطعنا ان نغطيه بفضل الله وهمّتك يا بو حمود ورجالك في خلال فترة زمنية قياسية، يفترض ان نكون على اعلى مستوى في الاداء الامني، لكننا للاسف اليوم عكس ذلك تماما.. فيا ترى ما السبب؟.. وما الذي جعلنا نتراجع الى هذا البعد الذي اصبحنا نشهد فيه تعديات امنية غير مسبوقة ولا مألوفة في تاريخنا؟!
وأنا اسألك يا صديقي العزيز: هل في موروث الثقافة الكويتية منذ الازل ان تؤخذ الحقوق باليد بعيدا عن احكام الدولة؟!.. وهل حصل ان في يوم من الايام في تاريخ الكويت تم تكييف الادانة من عدمها في مجالس القبيلة والطائفة بعيدا عن دوائر الدولة المعنية؟!.. وهل حصل في سياق التاريخ الامني الكويتي ان تجرأ احد على ملامسة البدلة العسكرية التي يرتديها رجل الامن، دع عنك دفعه بالقوة ومحاولة الاعتداء عليه رغم انه يحمل اعلى الرتب؟!
لقد تحدثت مع عدد من قادة رجال الامن فوجدت ان لغتهم واحدة، وانهم في الهم على حد سواء، بأنهم مكسورون وظهرهم مكشوف من دون غطاء!.. قلت: لكن بالنسبة لكم، كرجال أمن، الدولة ليست مقصرة معكم مادياً، والناس يسمعون بين فترة واخرى بزيادات ومكافآت مالية مجزية لكم بغرض ان تكون دافعا للحفاظ على الامن.. فكانت الاجابة واحدة وهي: لا احد ينكر عطاءات الدولة المادية.. لكننا اليوم بحاجة الى عطاءات معنوية ترفع عنا حالة الانكسار التي اصبحت ملازمة لنا، وتحول بيننا وبين تأدية واجبنا كموظفين مسؤولين عن الامن. ويتابع احدهم بالقول: جميعكم شاهدتم جريمة اقتحام المجلس، كيف كان ابطال الاقتحام مستسبعين على رجال الامن، في الوقت الذي لم يكن مسموحاً لهم حتى مجرد الدفاع عن انفسهم في حال لو تم الاعتداء، رغم ان الاعتداء قد تم وانتهى!.. كذلك جميعكم شاهدتم بالصوت والصورة الاعتداءات التي تمت على قناتي «سكوب» و«الوطن»، وقبلها حرق مقر المرشح محمد الجويهل، واخيراً تجمع الفتنة والتحريض على الكراهية في ساحة الارادة وحرق علم دولة صديقة!.. فهل بالله عليك، يستطرد بالحديث، لو ان وراءنا حائط دولة القانون الذي كنا نستند إليه في السابق.. هل كان احد يتجرأ، فرداً كان مغروراً بحصانته او مجموعة تنطلق من بعدها القبلي او الطائفي، بأن يمارس حالة الانفلات التي يمارسها اليوم من دون ان يواجه بشدة قوة القانون؟!
هذه حالة واقعية لوضعنا الامني، الذي انت مسؤول عنه اليوم، وهو واقع لا اعتقد بأنك تختلف معي على انه لا يسر.. في الوقت نفسه انا شخصياً محتار، فهل الشيخ احمد الحمود الذي قاد الجهاز الامني في احلك الظروف التي مرت على البلد بأعلى درجات الاقتدار يعجز اليوم عن المهمة الاساسية للامن، وهي الانتصار لهيبة الدولة في هذه الظروف المريحة اذا ما قورنت بظرف ما بعد التحرير؟!.. ارجو الا يكون الجواب على شاكلة «في فمي ماء»!
***
آخر العمود: كل الشكر والتقدير والافتخار لقوات المطافئ في كل القطاعات على ما بذلوه من جهد مضنٍ وشجاع في مواجهة حريق «رحية» واطفائه بسرعة قياسية من دون ان يسمحوا له بالامتداد.. ونأمل من الدولة ان تقدم لهؤلاء الابطال مكافآت مجزية على هذا الجهد البطولي الذي انقذ سكان المناطق المجاورة للحريق.
تعليقات