'الماسنجر' انقرض وساد 'التويتر'.. أحمد البريكي متعجباً

زاوية الكتاب

كتب 1052 مشاهدات 0


الكويتية

وادي كلمة  /  تتار.. التويتر!

أحمد مبارك البريكي

 

مرة أخرى، نعود لنتحدث عن «تويتر»، هذا الموقع العصري، الذي لا ينازعه المكانة والاهتمام أي برنامج آخر، ذو الـ140 حرفا، الذي فاضت داخله الكلمات، فصارت أحاديث وطروحات تتعدد اتجاهاتها، فيكون منها الغث والسمين، ومنها المفيد والضار والمعتدل والمتطرف، حتى غدت لا تسعها أمهات الكتب، وهذه من أهم ميزات شبكة التواصل العصفورية التي قرّبت الطبقات والفروق الاجتماعية واختلاف الآراء بين المجاميع، لتصبح المسافة بين الكل ضغطة إبهام.
على الرغم من أن هناك أناسا «ينامون في تويتر نوم»، فتجدهم متى ما أردت الدخول ينشرون وينتشرون، منهم من يبث الجمل الجميلة، ومنهم من يهدونك، حكمة ورأيا، وآخرون تستفيد بعلمهم وتخصصهم، وبعضهم بمرحهم يضيفون مسحة هادئة على صدر العصفورة، ولا شك أن هناك عوالق «تويترية» في تيار النهر الأزرق.
والجيوش «التويترية»، كالجيوش التتارية، يقومون أحيانا قومة رجل واحد، فتجد فجأة هجوما بجحافل التغريدات على «هاشتاق» فتحت أبوابه حديثا، فتأتيك الآراء من كل مكان وكل جانب تحمل كل منها فكرة، بعض «الهاشتاقات» تحرك الركود في النفوس، فتضطر إلى أن تشارك القوم بها، لأنها ببساطتها تعطي الحديث رونقا ومتعة، من هذه الوصلات المبتكرة، هاشتاق (أنا - من - جيل)، الذي انهمرت عليه التعليقات و»القفشات»:
أحدهم قال: «أنا من جيل أعض على إيدي واسوي ساعة!»، وآخر قال: «أنا من جيل المصارعة الحرة سهرة الجمعة!»، وواحد مشدّق حدّه يقول: «أنا من جيل ملاهي الأنوار والأزهار!».
وهناك هاشتاق آخر مثل «كلمتين» يشارك به المتوترون بكلمتين فقط، وغالبا ما تكون جملا مختصرة ومعبرة جدا عن واقع مؤلم، منها:
سوريا تُذبح، العالم يتفرج، أوقفوا الدم، تخاذل عالمي، يسقط البعث، شعب يحتضر.. وهكذا، إلى نهاية الألم.
وحديث الهاشتاقات، بهمومها وأتراحها، يطول ويطول، والبرامج كل يوم لها شأن، فـ»الماسنجر» انقرض، وجاء بعده عصر «غوغل»، تبعه زمن «يوتيوب» ثم «فيسبوك»، ليسود بعده «تويتر»، وهذا «الانستاغرام» قادم بقوة، والأفق غارق في ضباب التكنولوجيا الحديثة، ولا نعلم أين سينتهي بنا المسير..!

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك