'الخير لنا ولإيران أن يحدث الوفاق'.. هكذا يعتقد غسان العتيبي

زاوية الكتاب

كتب 755 مشاهدات 0


القبس

رأي  /  إيران.. وجزر الكناري

غسان سليمان العتيبي

 

المنطقة العربية فاقت الحد في تشبعها بالقلق والتوتر، فإسرائيل الخطر الذي يدب فوق أرض فلسطين ليل نهار، يذبحون الأطفال ويقتلون الشيوخ ويغتصبون النساء، وإثارة قلاقل على سطح دول الربيع العربية، التي تعيش فعلاً على سطح صفيح ساخن.

في وسط هذا المناخ المقلق، والخطر المحدق تفاجئنا إيران كعادتها بفعلة غير مفهومة، زيارة مفاجئة إلى الجزر المتنازع عليها، وهي زيارة غير مفهومة ولا معلومة المقصد، ربما يكون المقصد الوحيد المفهوم هو زعزعة المنطقة العربية، وإشعال نيران الفتنة فيها. والعجيب أن تلك الجزر التي تقف كمسمار جحا وتعكر الصفو الإيراني الخليجي لا تمثل أي أهمية، فلا هي جزر الكناري، ولا هي منطقة ممتلئة بالنفط، ولا هي بعد استراتيجي لأي من الدولتين، إذ إننا بتنا في زمن الصواريخ العابرة للقارات. وكذلك، فإن تلك الجزر ليست بالمساحة الشاسعة التي تجعلها مطمعاً للطامعين، إذاً النتيجة المستخلصة تجعلنا نصل إلى حلول عدة وقد طرحتها من قبل، منها التخلص من تلك الجزر نهائياً، ونكون كمن أراح واستراح، والأمر الثاني هو الاحتكام إلى محكمة العدل الدولية والقبول بما ستصدره المحكمة.

نقول إنه من الممكن أن نصل إلى حلول، هذا إذا كنا نريد الوصول إلى حلول، فليس هي بالمعضلة التي ليس لها حل، لكن يبدو أن إيران تسعى من خلال خلق القلاقل وزعزعة المنطقة إلى صرف الأنظار عما يحدث في حليفتها سوريا، فهي تشد أنظار العالم إليها، كي يتناسوا ما يدور على الأراضي السورية من مذابح.

لكننا، حتى النهاية، نظن في إيران الخير، ونقول إن جميع القضايا العالقة يمكن أن تحل، فالخليج العربي، أو الخليج الفارسي، يغير اسمه ويسمى «خليج السلام»، وعلى إيران أن تكف أيديها وتتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج، وأن تكون محايدة، وعلى مسافة واحدة من الجميع، فما يجري على أرض البحرين ليس عن إيران ببعيد، ونتمنى أن يحدث الوفاق، وأن يأخذ كل ذي حق حقه، وأن يعم منطقتنا العربية السلام، ويسود الوفاق والوئام، فإيران برغم كل الاختلافات هي دولة جارة وشقيقة ومسلمة، ولها علينا حقوق وواجبات، والتكاتف معها أفضل، فشئنا أم أبينا هي جارة، ولنا فيها أنساب وأصهار، فالخير لنا ولهم أن يحدث الوفاق الذي ننشده ونطمح إليه.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك