عن مجلس الأمة والتقييم الأخلاقي يكتب د.تركي العازمي
زاوية الكتابكتب إبريل 29, 2012, 12:53 ص 590 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف / مجلس الأمة والتقييم الأخلاقي!
د. تركي العازمي
جلسة مجلس الأمة الأخيرة التي شهدت ألفاظا غريبة «شواذي»، «صبيان» و«ألعن أمك وأبوك» جلسة بحاجة إلى معالجة فورية آخذين في عين الاعتبار احترام قاعة مجلس الأمة والقيم التي رسخها رجالات الكويت حينما وضعوا الدستور الكويتي في مناخ كانت الأنفس فيه تحترم الاختلاف والرأي والرأي الآخر، ومع الأسف الشديد لم تكن هناك معالجة للأخطاء السابقة مما جعل التراشق بالألفاظ وتدني لغة الحوار أمرا طبيعيا!
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء»، وفي حديث آخر أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني، قال لا تغضب، فردد مرارا قال لا تغضب!... إذنا نحن أمام قاعدة شرعية تنهي عن تلك الألفاظ وحالة الغضب التي اجتاحت أنفس بعض النواب وأوقعتهم في المحظور وهو أمر في غاية الخطورة ناهيك عن أنه يصور لنا الممارسة الديموقراطية بغالب من اخراج البعض رغم أن الغالبية تترفع عنه لا خوفا ولكن تآسيا بالحديثين الشريفين، فنحن شعب مسلم بالفطرة ولا يجوز إطلاقا أن نسمح لهذه الممارسات، والحاجة للقيم الاخلاقية والتقييم الاخلاقي باتت ملحة لوضع حد لكل نائب لا يستطيع التحكم بأعصابه ولا يحسن انتقاء الألفاظ و«موفارقه» معه سواء لغة تحترم المقام أو ألفاظ قلما تجدها خارج أسوار مجلس الأمة!
كان لا بد أن نحترم القاعدة الانتخابية، يجب أن نحترمهم لأنهم هم من أوصلوا نخبة تمثلهم لا أن تضحك المتابعين للممارسة الديموقراطية الكويتية التي كانت يوما من الأيام حلما تتمنى الجموع من حولنا تحقيقه في بلدانهم... لقد تابعنا «هفوات» البعض اللفظية والبدنية وقلنا «معلش» غلطة الشاطر بألف وغدا تستقيم الحالة، لكن الظاهر أن البعض جاهز متى ما استفزت نفسه لفتح الباب لمفردات في غاية السوء.. وإنني أستغرب من تدني لغة الحوار رغم ان الخصومة وان وقعت لا يجب أن نفتقد قواعد الاحترام عند التعامل معها!
باختصار شديد، لا «تتطبطب» على كتفه، ولا تسحبه إلى خارج القاعة لتهدئته، بل ابحث عن السبب وأحسن المعالجة من خلال قيم اخلاقية وتفعيل اللائحة الداخلية احتراما للمجلس والبقية من النواب ممن حافظوا سلوكيا ولفظيا على أصول وقيم الممارسة الديموقراطية، فالمسألة لم تقتصر على النواب بل أن الحضور دخلوا على الخط ونخشى أن يصل الأمر إلى المتابعين للجلسات من خارج المجلس و«النفس أمارة بالسوء»... فاحترمونا الله يرحم والديكم... والله المستعان!
تعليقات