عن دور 'النقعة' في شهرة الكويت يكتب محمد الشيباني
زاوية الكتابكتب إبريل 29, 2012, 11:55 م 651 مشاهدات 0
القبس
النقعة تدل على الشهرة والمال
محمد بن إبراهيم الشيباني
النقعة بالعامية تعني الحوض الجاف، ومرسى السفن لصد الأمواج بسور من الصخور البحرية، وتستخدم لإصلاح وتنظيف السفن في حالات الجزر، ومن كان يملك نقعة تجاه بيته أو متجره آنذاك، دل ذلك على ملكه للمال، ويعني المال هنا في كويت ما بعد 1752 حتى 1950 أو أكثر قليلاً، ملك السفن الشراعية السفارة والمحلية.
السفارة هي التي تجوب الموانئ العالمية وتقطع المحيطات، مثل الهندي، ولا أعني هنا ملك تجار الكويت في الماضي السفينة الواحدة أو الاثنتين أو الثلاث، بل العشرات من السفن وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد كانت أسرة القاضي الثاني للكويت، وهو الشيخ أحمد بن عبد الله بن عبد الجليل (1722 - 1756) تملك أكثر من 150 سفينة بين سفارة، أسطول يجوب موانئ العالم، ومحلية تستخدم للغوص والشحن من الموانئ القريبة مثل البصرة لجلب التمور وغيرها.
وليست نقعة العبد الجليل التاريخية الوحيدة الموجودة في الحيين الكبيرين (الشرق والقبلة) قبالة البحر (السيف)، وإنما هناك - كما ذكرت - نقع كثيرة لأسر كريمة معروفة، وتملك سفنا لها أسماؤها المشهورة دونها المؤرخون المتخصصون في تاريخ السفن وأصحابها وربابنتها (النواخذة)، هؤلاء التجار أو أصحاب النقع ومعهم النواخذة قد أبرزوا الكويت في الدول والسواحل التي كانوا يطوفون ويتاجرون بها، حتى عرفت للقاصي والداني، ويكفي ذلك أعلام الكويت التي كانت ترفع على سواريها ومؤخراتها، ويراها الجميع ويحفظونها عن غيب لشهرتها وكثرتها.
لقد وثّق الكتّاب والمؤرخون النقع وأصحابها وتواريخها في القديم والحديث، ومنهم المؤرخ سيف الشملان في كتابه «الألعاب الشعبية»، فكانت مرجعا للدارسين والباحثين عن الحقيقة الواضحة، التي لا يعتريها زلل أو لبس أو زيف، كان من الصعب تجاوزها مهما دارت عليها الأزمنة والناس، فالحقيقة هي هي لا تنسى ولا تتغير. والله المستعان.
***
• المشاورة:
«شاور الأكبر منك والأصغر منك.. وارجع على عقلك».
تعليقات