الأغلبية كما يراها عادل الطخيم 'انتهازية وديكتاتورية'

القبس

إلا الدستور.. الكذبة والخديعة

عادل فهد الطخيم

 

عن رسول الله ـــــ صلى الله عليه وسلم ـــــ أنه قال «عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي الى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي الى الفجور وإن الفجور يهدي الى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً».

الصدق صفة المخلصين الجادين والمثابرين، والكذب صفة الانتهازيين، والمتلونين في مواقفهم والانقلابيين عن مبادئهم. ما انفك غالبية نواب الأمة وحتى وقت قريب ينذرون بالويل والثبور وعظائم الأمور من المساس بالدستور، وانهم سيقفون بوجه أي محاولة لتنقيح أي مادة من مواده، ورفعوا بذلك مقولة «إلا الدستور»، ونصّبوا أنفسهم حماة له ومدافعين عن حماه، وأصبح ذلك شعاراً لهم ملأوا الأرض والفضاء به ودأبوا على ترديده في كل مناسبة وعند كل ظهور اعلامي لهم. وقد كشفت لنا الأيام أن كل ذلك لم يكن إلا جسراً للعبور عليه الى غاياتهم، وأن الأمر لم يكن سوى سياسة انتهازية غير صادقة للهيمنة على مجلس الأمة بأغلبية نجحت لأسباب واعتبارات لا علاقة لها بالديموقراطية وحرية الاختيار، أغلبية دكتاتورية تريد أن تستحوذ على كل شيء، وتقصي أي رأي يخالف رأيها. ولا أكتمكم القول إنه لطالما ترك موقفهم وشعارهم ذاك الذي كان قدراً كبيراً من الاستبشار، ولكن تبدي لك الأيام ما كان خافياً، إذ كشفت لنا أن مواقفهم تلك وشعارهم ذاك لم تكن الا كـ «حصان طروادة» يحوي في داخله ما كان مستتراً من نوايا مبيتة للانقضاض على الدستور تماهياً مع ما هو مرسوم لهم، لقد كذبوا عليكم يا أهل الكويت وخدعوكم.

نعم ورب الكعبة فقد كذبوا علينا وخدعونا فما يراد ويخطط لهذا البلد لهو خطير وخطير جداً، يدفعنا إلى أن نهيب بأهل الكويت عموماً والشباب منهم خاصة لادراك حقيقة ما يراد لوطنهم والوقوف صفاً واحداً في وجه تلك الدعوات المشبوهة والمستوردة والمرسومة من الخارج، ومواجهة نوابهم أولئك ومساءلتهم عن تلونهم وانقلابهم على مبادئهم ونقضهم لما تعهدوا به وحذروا من المساس به، ونحذر من المساس بالدستور والتدخل في الصلاحيات الدستورية لسمو أمير البلاد حفظه الله، ذلك الدستور الذي كان ولا يزال الضمان وصمام الأمان لاستقرار أركان البلاد واستتبابها، وهو باب ما ان يفتح فلن ينغلق، وسيقود الى سلسلة متتالية من التعديلات والاضافات، وسيدخل البلاد في نفق مظلم وأجواء متعاظمة من الأزمات والتأزيم الله وحده يعلم مآلها.

اللهم احفظ الكويت ودستورها من عبث العابثين وما يخطط لنا في بلدنا وأن يهدي من حاد عن جادة الصواب وأن يلهم الجميع سبل الحكمة والرشاد.. والله المستعان.