دعوة الصقر للتنسيق الوطني تعني فشل المنبر والتحالف

زاوية الكتاب

ابل: فشلت الدعوة لاختزالها الوطنية بالمنبر والتحالف وتهميش من ينتقد

كتب 1198 مشاهدات 0


القبس

التيار الوطني تحت المجهر

فوزية أبل

عقد اجتماع في 5 ابريل الماضي لبعض الشخصيات الوطنية في ديوان النائب محمد الصقر، بدعوة منه، لمناقشة كيفية النهوض بدور التيار الوطني، وتم تشكيل لجنة تنسيقية لتقييم اسباب خسارة التيار الوطني، وتقديم الحلول والمقترحات برئاسة النائب السابق عبدالله النيباري، وعضوية د. موضي الحمود، ود. عبد المحسن المدعج، وعادل الفوزان، ويوسف الشايجي، وخالد الخالد.

ففي المدة الاخيرة بدأنا نسمع أصواتا تدعو الى اعادة بناء التيار الوطني... وبالاحرى الى لملمة شتات هذه القوة الفاعلة في العمل السياسي في الكويت، والتي فقدت تأثيرها في ضوء الخسائر المتلاحقة، واصبح لدى كل من قادة هذا التيار مجموعته و«محازبوه»، وسمعنا منهم طروحات متباينة في معمعة المناقشات الدائرة في مجلس الامة.

بصراحة، نقول ان التيار الوطني كانت له تركيبة متنوعة، مذهبيا وقبليا ومناطقيا، ويضم شرائح مختلفة من المجتمع الكويتي، لكن الانقسامات اللاحقة في ضوء الافرازات السياسية الجديدة دفعت كل مجموعة منها الى تكوين رأي وموقف خاص بها.

وإذا عدنا الى الأمس القريب لرأينا كثيرين ممن ينتمون الى هذا التيار قد نبّهوا الى ما يعانيه من مشاكل، ولكن، قلما كان رأيهم يُسمع، فكل من ينتقد نهج التيار او قياداته يصبح مكروها، او غير أمين لمقومات الانتماء الى التيار، وبعدها فإن كثيرا من العناصر التي هُمِّشت عادت وفرضت نفسها في مواقع اخرى، وآخرون رُكنوا ولم تتم الاستفادة من خبرتهم.

خلاصة القول، إن أي قيادي في التيار يجب أن يتقبل النقد، وليس مجرد التفاف أو مجاملة، والجميع يعرف أن التيار الوطني يملك رؤوس أموال وجمعيات للنفع العام، وصحافة ومنابر، فلماذا لم ينهض التيار طوال تلك السنوات؟

وفي كل حال، فإن مجرد التنادي بعقد الاجتماع يعني أن الازمة الحالية عبارة عن تراكم لاخفاقات امتدت لسنوات، وهذا يعني ان الاخفاقات كانت تتناول الفكر، والخطاب، والتنظيم، والذين لم يكونوا معبرين عن ادراك حقيقي، ولا لقراءة صحيحة لمتطلبات الساحة.

ونتساءل الآن: هل أولئك القيمون على تلك المراحل التي حصلت فيها الاخفاقات، هم بالذات من ينبغي أن يتولوا عملية النهوض والتنسيق؟!... الى جانب أن الاجتماع أعطى مؤشرا واضحا على عدم قيام اللجنة التنسيقية المشكلة أساسا بين المنبر الديموقراطي والتحالف الوطني بدورها المطلوب، يعني فشلها؟!

فالدعوة، رغم أهميتها، إلا أنها لم تحظ بالصدى المفروض، فمسألة اختزال التيار الوطني بالمنبر والتحالف، وبدعوة شخصيات معينة، أمر يلاقي جدلا في اوساط القواعد الوطنية، وفي الشارع الكويتي عموما.

تسويق خطاب سياسي للرأي العام يحتاج الى «نبض»، وليس للجنة تقييم تحتاج هي اصلا الى تقييم.

من هنا، ندعو العناصر الوطنية الى قراءة المخرجات الانتخابية والسياسية بشيء من الصراحة والبصيرة، ونذكرهم بأنهم جميعا تحت مجهر جميع القواعد والشرائح الوطنية.

القبس - مقال يفرض نفسه

تعليقات

اكتب تعليقك