اعتقاد الليبرالية المصرية بأن الديمقراطية سلعة 'خطأ'.. برأي العبدلي

زاوية الكتاب

كتب 566 مشاهدات 0


الكويتية

ما يستجد من أعمال  /  الليبراليون ماذا يريدون؟!

ناصر العبدلي

 

لا أفهم موقف الليبراليين المصريين من حركة الإخوان المسلمين، فهم يريدون بلدا ديمقراطيا، بشرط ألا يحقق فيه الإخوان نجاحا يضمن لهم الأغلبية البرلمانية، كما أنهم يريدون بلدا ديمقراطيا، لكنهم في الوقت نفسه لا يريدون أن يروا للإخوان المسلمين مرشحا لمنصب رئيس الجمهورية.
كيف يمكن أن يخرج بلد مثل مصر من مثل تلك الجدلية المحيرة، بعدما حيل بينه وبين الديمقراطية الليبرالية وحكومة الأغلبية منذ ستين عاما، تحولت خلالها مصر إلى دولة من الدرجة الثانية لا تستطيع حتى توفير الخبز لمواطنيها، والهم الوحيد عند حكوماتها السابقة كيف تستدين لتسدد عجز الميزانية؟
الليبرالية المصرية ترتكب خطأ عندما تعتقد أن الديمقراطية سلعة ليبرالية، ومادام الأمر كذلك، فلماذا تشاركهم بقية مكونات المجتمع هذه السلعة؟ فالديمقراطية ثقافة وقيمة أخلاقية قبل كل شيء، ومادام هناك من يحاول أن يجردها من هاتين الميزتين، فإنها لن تثمر واقعا أفضل، بل ستتحول إلى شوكة في خاصرة مصر تكرس في نهاية المطاف كل أمراض النظام السابق.
النظام المصري السابق استبعد خلال المرحلة الماضية كل المكونات السياسية، دون النظر في تفاصيلها، ورغم النتائج التي يحققها مرشحو الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية، إلا أن ذلك النظام كان يزور النتائج، ويسلب ذلك التيار العريض حقه في تمثيل المواطنين، واليوم بعد أن زال ذلك النظام يأتي من يمارس سياسة الإقصاء لمكون أصيل من مكونات المجتمع المصري.
الليبرالية تعني الانفتاح على الآخرين ماداموا يحترمون اللعبة الديمقراطية، وهناك من التيارات الإسلامية من نجح نجاحا باهرا كحزب العدالة والتنمية التركي، وكذلك المغربي، واليوم نرى تجربة جديدة في تونس تؤشر على فهم ووعي لن تجد له مثيلا في بقية الدول العربية، فلماذا يحجر الليبراليون في مصر على حركة الإخوان وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة في أن يكونوا جزءا من التجارب الناجحة في العالم الإسلامي والعربي؟

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك