عزلة إيران السياسية والإقليمية أفادتها كثيراً.. هكذا يعتقد الجميعان

زاوية الكتاب

كتب 872 مشاهدات 0


النهار

التفكير بصوت مسموع  /  إيران والفعل السياسى الإقليمى القادم

عبد الرحمن الجميعان

 

من خلال متابعتك للسياسة الإيرانية داخلياً وخارجياً، هل تستطيع التنبوء بسلوك إيران تجاه مختلف القضايا؟
وهل بدأت الاستجابة لمفكري السياسة الأميركية في ضرورة فهم واحتواء إيران؟
كانت إيران معزولة سياسيا وإقليميا عن العالم، ولكن يبدو أن هذه العزلة أفادتها كثيرا، فقد دفعت بتسريع برنامجها النووي بعيداً عن الأعين، والتفات العالم لتداعيات الربيع العربي الذي فاجأ الجميع!
وتأتي مباحثات اسطنبول مع مجموعة «1+5» لتفك هذه العزلة ولتدفع إيران نحو تبلور عمل إقليمي كبير، نتيجة أو ثمنا لما تنازلت عنه للمجموعة.
هل بدأ الانفتاح الإيراني على الغرب، كيف؟ وما الأضرار الناتجة عن تحول إيران نحو الغرب على العرب بعامة والخليج بصورة خاصة؟ وكيف ستكون العلاقة بين الأتراك والأميركان والإيرانيين مستقبلا كنتيجة من نتائج الحوار والإقبال على الغرب؟ ثم أين تقع إسرائيل من هذا التحول وهي المحتضنة من قبل الأميركان والمولود الشرعي للأوروبيين؟ وما الأوراق التي قدمتها إيران لهذه الدول والثمن الحقيقي؟ ثم إزاء هذا الواقع المتغير غير الثابت هل هناك معادلة ثابتة نتعامل من خلالها مع الوضع الإقليمي والدولي في ظل الربيع العربي والتحولات الكبرى في المنظومة العربية؟ أم أن القطار قد فات وإيران ذهبت بالعنب والناطور؟! وأخيرا ما هو دور الخليجيين في ظل هذه المتغيرات؟ والأهم ما دور الشعوب في ظل هذه المتغيرات؟ وكيف ينبغي أن تتعامل معه؟
أسئلة لا بد من الإجابة عنها بكل صراحة لأنها ستوضح الواقع الذي ينبغي العمل عليه بعد هذا اليوم، وبدون معرفة هذا الواقع لا يمكن التنبوء بالفعل السياسي القادم.
إطلالة على الواقع الإيراني:
بعد تولي الإصلاحيين في الفترة الخاتمية وقبلها الهاشمية الرفسنجانية طغى تحول كبير جدا على السياسة الإيرانية، فبدأ القول بضرورة الانفتاح على أميركا وتحسين العلاقة مع السعودية ودول الخليج الأخرى، وفعلا بدأت محاولات كبيرة في هذا الصدد، ولكن الجانب المتشدد الإيراني عرقل هذه القضايا، ورفض الجانب الأميركي احتواء إيران أو التعامل معها بصدق كما ذكر ذلك في إيران الخفية وحلف المصالح.
و جاءت فترة أحمدي نجاد التي تميزت بالصلابة والراديكالية في التعامل الأمني والداخلي والخارجي، وساهم في عزلة إيران ما أعطى الفرصة لإسرائيل في الضغط باتجاه العداء لإيران أكثر، وكان من المفترض أن تساهم الدول الخليجية في الفعل السياسي الأكبر في ظل تضاؤل إيران وارتدادها، ولكن القضية كانت في الربط بين الشيعة وإيران والتصدي للجانب العقدي وطغيانه على حساب الجانب السياسي والفكري والتحرك الدولي.
و كان الملف النووي هو النتيجة الحتمية لهذه العزلة وهذا النكوص، وما من شك أن إيران استفادت كثيرا من غياب المراقبة العالمية، في ظل الثورات العربية، حيث غطت أخبارها على أخبار الملف النووي الإيراني، كما تؤكد بعض التقارير الإخبارية العالمية ذلك.
و إبان هذه الفترة حدثت مواجهات وتحديات وأعمال شغب وعنف داخلي، ولكن القضية الأخطر والتي طغت على السطح، ولا بد من قراءتها بتمعن هي قضية الخلاف العميق بين المرشد خامنئي والرئيس نجاد حول الملف النووي وقبله، وما انعكاساتها وآثارها على الداخل الإيراني؟

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك