الرطوبة العالية أدت الى تصدع أساسات العمل السياسي.. جعفر رجب ساخراً

زاوية الكتاب

كتب 719 مشاهدات 0


الراي

تحت الحزام  /  من الجاخور إلى المزرعة

جعفر رجب

 

لو سألتم «عيسى رمضان» عن حالة الطقس السياسي والاجتماعي في الكويت، فسيقول لكم «مستوى التشاؤم والاحباط بلغ أبعادا قياسية، حالة البحر جزر دائم، وحالة الناس منخفض جوي، والرطوبة العالية أدت الى تصدع أساسات العمل السياسي!».
نائب يريد ان يقيل عضو مؤسسة اقتصادية!
نائب آخر يريد تعيين فلانة عميدة!
نائب ثالث يريد إقالة رئيس ديوان المحاسبة!
نائب رابع يريد فصل الفضالة!
نائب عاشر يريد اعادة وكيل نيابة مفصول من عمله منذ اربع سنوات!
يريدون تعيين وفصل من يريدون وهم يعلمون علم اليقين ان الواحد منهم بل الالف منهم لايستطيعون نقل مراسل من مكان الى آخر، لو كان القانون هو سيد البلد، لا الصوت العالي!
النائب منهم يتصرف وكأنه نائب لرئيس الولايات المتحدة، لهذا لا تستبعد ان يقيم النائب مؤتمرا صحافيا، ويصرح «بعد الاطلاع على مجمل الاوضاع، ومن خلال الاغلبية النيابية التي نملكها فإنا وفي هذا المكان أطالب بوقف مشروع درع الدفاع الصاروخية التي يقيمها الناتو في اوروبا، الا بعد مراجعة ميزانيته من قبل لجان المجلس، وأطالب الصين بفتح المجال للحريات لاسيما الحريات في الانترنت، وان تحل مشكلتها مع تايون فورا، وأطالب الرئيس الروسي بوتين بالسعي الى تغييرات دستورية داعمة للديموقراطية، كما ادعو الاتحاد الافريقي بالتدخل الفوري في مالي... «والجماهير تصفق، والكتاب يكتبون لله درك، و«الرجالة بتهتف والحريم تزغرد» من الفرحة، لهذا الانجاز التاريخي!
في اليوم الاول، من المجلس قيل لهم «انتم نواب، مهمتكم التشريع ومراقبة السلطة التنفيذية... وبس» ويبدو انهم تصوروا ان كلمة «بس» تعني تعيين موظفين، واقالة مديرين، ومراقبة باعة الايس كريم، ومعرفة تعداد الخبازين، ومتابعة اعمال البنشر في سيارات الشويخ الصناعية، وحفلات المدارس، وملابس النساء، وقصات شعر الشباب... اعطوا لأنفسهم حجما اكبر من حجهم، ونفخوا انفسهم بهواء الشعارات، ولا يفعلون الان سوى التنفيس عن هذا الهواء، والخواء التشريعي! 
نعود لعيسى رمضان، ونذكر النواب ان المناخ السائد موجة من الاحباط تمر على البلاد اصابت الاصدقاء، قبل الاعداء، فهم ارادوا شيئا، ولا يشاهدون الان شيئا... ولكن لا بأس، الحل عند السلطان، نائب رئيس المجلس، حيث قرر دعوة الوزراء والنواب على غداء في مزرعته المباركة، ووعدهم بما لذ وطاب، من اطايب الطعام... «على الاقل المزرعة احسن شوي من الجاخور»!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك