الأنظمة العربية كما يراها نهار المحفوظ ليست متساوية في اضطهاد شعوبها

زاوية الكتاب

كتب 597 مشاهدات 0


النهار

الضحى من النهار  /  الآلة العسكرية السورية لم تجد من يردعها!

نهار عامر المحفوظ

 

هكذا الانظمة العربية في قراراتها الشجاعة ضد شعوبها وقت مظاهراتها الاحتجاجية ومطالباتها السياسية لتنعم بالحرية ورغد العيش واحترام انسانيتها لتتساوى مع شعوب الدول الديموقراطية التي تحترم ارادة شعوبها وفق ما تمليه وتلزمه الديموقراطية من قوانين وشروط من أهمها وجود دساتير تنص على العدالة الاجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص ويتاح فيها انتقال السلطة السياسية من فريق الى آخر بنهج سلمي وديموقراطي عبر صناديق الاقتراع السري التي تكون نتائجها ملزمة لكونها اختيارا شعبيا يحدد على اثره طبيعة نظام الحكم ونهجه السياسي، وهكذا دواليك تنتقل فيه السلطة السياسية من قوى سياسية الى أخرى وفق ما تمليه الديموقراطية وتلزمه شروطها.
وحتى أكون دقيقا ومنصفا فليس جميع الانظمة العربية على قدر المساواة في اضطهاد شعوبها وحرمانهم حقوقهم وسلبهم احترام انسانيتهم، فدول الخليج العربي لها نهج مخالف تماما لتلك الانظمة القمعية، وكذلك مصر وليبيا وتونس واليمن التي لاشك ستشهد نظمها انفراجا سياسيا على أسس ديموقراطية بعد ان ثارت شعوبها وأسقطت نظمها الشمولية السابقة التي مارست أبشع أنواع الاضطهاد والقمع وسرقت البلاد ومقدرات العباد، وكذلك المغرب الذي اتجه نحو الاصلاح السياسي والنظام البرلماني، وايضا نرى الاردن ينهج النهج المغربي ذاته على أساس حكم الاغلبية البرلمانية من خلال دستور توافقي بين الملكية والاغلبية البرلمانية، لكن يبقى النظام البعثي السوري يغرد خارج سرب الربيع العربي الذي سقطت فيه أنظمة عربية دكتاتورية، وكذلك سارعت نظم أخرى باصلاحات سياسية عميقة شملت فيما شملت تنازلها عن سلطاتها المطلقة السابقة لتكف عن نظمها ما حصل لشقيقاتها التي ذهبت الى مزبلة التاريخ بلا رجعة.
ان النظام السوري يعاند حركة التغيير التاريخية وهو يعلم ان هذه الحركة تسير الى الامام ولا يمكن ان تتراجع مهما كانت قوة المناهضة لها فقد تعطلها بعض الوقت، لكن لا يمكن ان توقف مسيرتها، وعليه يحاول النظام السوري اجهاض ثورة الشعب السوري من خلال استخدام ترسانته وجحافله وجميع قواه العسكرية وأجهزته القمعية ضد شعبه الاعزل من منطلق لعل وعسى، مستغلا في ذلك المواقف الدولية المتخاذلة في عدم اصدار قرار أممي او على مستوى دول الديموقراطيات وحماية حقوق الانسان مثل أميركا والدول الاوروبية التي تدخلت لصالح مسلمي البوسنة والهرسك رغم معارضة روسيا والصين، لكنها اتخذت قرارها ذاك لوقف المجازر في البلقان، فلماذا لا نفعل كما فعلت وقت ذاك لحماية الشعب السوري الذي يتعرض للمذابح والمجازر من قبل نظامه الدكتاتوري بدلا من التمهل والمراوغة واعطاء الفرص والوقت الذي يستغله حكام سورية ويبيدون الشعب السوري الاعزل.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك