الشركات المنافسة تراقب عن كثب تفكيك 'كونوكو فيليبس'.. بقلم إد كروكس

الاقتصاد الآن

742 مشاهدات 0


يمكنك أن تصف شركة كونوكو فيليبس بأنها تجربة تساوي 92 مليار دولار. ولذا فإن التحدي الذي يواجه رايان لانس، مديرها التنفيذي الجديد، هو كيفية جعل هذه التجربة تعمل بشكل جيد.

وأما المفاجأة التي حدثت في منتصف ليل الإثنين، هي عندما أعلنت ثالث أكبر مجموعة نفطية في الولايات المتحدة من حيث القيمة السوقية رسميًا عن تقسيم نفسها إلى شركتين: شركة كبرى خاصة بأعمال استكشاف وإنتاج النفط والغاز وهي الشركة التي لا تزال تحمل نفس الاسم 'كونوكو فيليبس'، وشركة أصغر خاصة بأعمال التكرير والتسويق، وإنتاج المواد الكيميائية، وأعمال خطوط الأنابيب، وتسمى 'فيليبس 66'.

واعتبارًا من الأمس، أصبحت القيمة السوقية للشركة الأولى 70 مليار دولار، والأخيرة نحو 22 مليار دولار.

وبمجرد فصل عمليات الشركة الأصغر، قامت 'كونوكو' بتحويل نفسها إلى نوع جديد: عمل تجاري يرتكز على الاستكشاف والإنتاج، مثل شركات النفط والغاز المستقلة، ولكن بحجم ونطاق عالمي لمجموعة نفطية دولية كبرى.

ويمتلك السيد لانس الآن الفرصة لإثبات أن هذا النوع الغريب يمكنه أن يزدهر في صناعة تحتدم فيها المنافسة.

وقد دعا عديد من المصرفيين، والمحللين، عديدا من شركات النفط الكبرى لأن تخضع لبعض عمليات التطوير، التي اختارتها 'كونوكو'. وتواجه شركة بريتش بتروليوم بصورة خاصة عديدا من النداءات المتكررة للتفكك، خاصة في أعقاب كارثة ديب هورايزون في خليج المكسيك في عام 2010. 

ومع ذلك فإن هناك بعض المحللين الذين يعتقدون أن التجربة أكثر عرضة للفشل، وأن 'كونوكو' ستختار ما بين أن يتم تقسيمها مرة أخرى، أو أن يتم الاستحواذ عليها.

وكما يشرح السيد لانس ذلك، فإن المنطق الاستراتيجي للتكامل- امتلاك نفس الشركة لكل جزء من سلسلة التوريد، بداية من حقل النفط إلى ضخ البنزين – هو أن تصبح الشركة أقل فاعلية.

ويضيف: 'في العقد الماضي، كان التكامل شيئًا مهمًا'. وذلك لأن الدول الغنية بالموارد، وشركات النفط الوطنية التابعة لها، أرادت أن تكون شراكات، لتأمين وصولهم إلى مصافي التكرير والزبائن في الولايات المتحدة وأوروبا، وكان على الشركات الغربية أن تعرض صفقة تشمل كلا من الخبرات والتكنولوجيا لإنتاج النفط، والطريق الآمن إلى السوق.

وأضاف: 'لكن لأن شركات النفط الوطنية قد زادت قدراتها، فهم الآن قادمون حقًا إلى الشركات ويقولون من الذين حصلوا على أفضل تكنولوجيا تكرير، ومن الذي حصل على أفضل قدرات تنقيب، وهذا ليس بالضرورة بحثا عن حزمة متكاملة'.

وأصبح التكامل الفعلي لعمليات 'كونوكو' ضئيلاً للغاية. حيث لا تنتج الشركة سوى 10 في المائة من النفط الخام، التي يتم إيداعها في مصافي التكرير الخاصة بها.

ومن الناحية المالية، تعتبر عمليات التكرير والتسويق للأعمال التجارية أعمالا كبيرة ولكنها أعمال منخفضة العائد، بوصفها عبئا على المستثمرين التابعين للمجموعة. ويبدو أن أسواق الوقود في الولايات المتحدة وأوروبا قد وصلت إلى 'ذروة الطلب'، حيث إن ارتفاع كفاءة الوقود الحيوي والكهرباء يعني أن مبيعات البنزين لن ترتفع كثيرا فوق المستويات الحالية.

وقد خفضت شركات 'بي بي'، 'إكسون موبيل' و'رويال دوتش شل' و'شيفرون' جميعها عمليات التكرير في الأسواق المتقدمة. ويقول السيد لانس: إن ما أقدمت عليه الشركة هو متابعة السعي في هذا الاتجاه إلى نهايته المنطقية في نحو الضريبية الأكثر فاعلية لمصلحة المستثمرين بسبب تفككها.

ويضيف: إن الحجج المذكورة ضد التفكك لم تُثبت في كثير من الأحيان أنها ذات الصلة، ويضيف: ولقد زاد تعرض 'كونوكو' إلى تقلبات أسعار النفط والغاز، لكن من غير المتوقع أن يؤثر ذلك في تصنيفها الائتماني. حيث تقول وكالتا 'موديز' و'ستاندرد آند بورز'، وهما من أكبر وكالات التصنيف الائتماني في العالم: إن الشركة ستكون لها نفس الدرجة تماما مثل الوقت الذي كانت فيه الشركة عبارة عن شركة استكشاف وإنتاج للنفط تماماً كما فعلت عندما تم دمجها. ويقول السيد لانس: 'كأكبر شركة استكشاف وإنتاج مستقلة في العالم اليوم، فإننا نعتقد أن التصنيف الائتماني وقدرة الميزانية العمومية عاملان مختلفان، ولكل منهما سمة مميزة'.

وهذا ما يجعل من الممكن أن نسميه عرضا 'فريدا' للمستثمرين: وهو احتمال تحقيق 3-5 في المائة متوسط نمو في الإنتاج السنوي خلال الفترة ما بين عامي 2012-2016 – وهو معدل أسرع بكثير مما تحققه الشركات المنافسة لشركة كونوكو – إضافة إلى توزيع أرباح عوائد تصل إلى 3.7 في المائة وهو معدل أعلى من أي شركة مستقلة أخرى، وأعلى من شركة إكسون (2.2 في المائة) وشركة شيفرون (3 في المائة)، وهما أكبر شركتين للنفط في الولايات المتحدة.

ويبدو أن 'كونوكو' تمتلك الأصول التي تجعل كل ذلك يعمل بصورة جيدة. فهي تعد قوية في أمريكا الشمالية، حيث من المتوقع أن تستحوذ على 60 في المائة من إنفاق الشركة السنوي البالغ 15 مليار دولار من رأس المال في المستقبل القريب.

فهي تمتلك إمكانات النمو في الرمال النفطية الكندية، وفي خليج المكسيك، وفي ولاية ألاسكا، وقبل كل شيء، في الحقول البرية الجديدة 'غيرالتقليدية'، التي تم فتحها عن طريق الحفر الأفقي والتكسير الهيدروليكي: مثل حقل إيجيل فورد للغاز الصخري، وحوض بيرماين في ولاية تكساس، وحقل باكن للصخر الزيتي في ولاية نورث داكوتا.

وعلى المستوى الدولي، فإن الشركة آخذة في التوسع في بحر الشمال وماليزيا، وفي الغاز الطبيعي المسال في أستراليا. وبعد احتراقها في الاقتصادات الناشئة – على سبيل المثال، فإن ملكيتها لحصة 20 في المائة على مدار سبع سنوات في شركة لوك أويل الروسية لم تكن مثمرة- تركز شركة كونوكو الآن بشكل أساسي على البلدان المتقدمة.

وعلى الرغم من أن هذه البلدان تميل إلى ارتفاع التكاليف، يعتقد السيد لانس أنه من خلال تحويل مزيج الشركة من الإنتاج إلى النفط، وبعيدا عن الغاز في أمريكا الشمالية، التي تكون فيها الأسعار في أدنى مستوياتها منذ عشر سنوات، فإنه يستطيع أن يرفع هوامش الربح وتحسين العائدات في نفس الوقت كلما زاد الإنتاج.

وقد تم الترحيب على نطاق واسع بقرار تقسيم الشركة. ويقول فيل ويس من مركز أرجوس للأبحاث 'إنني أعتقد أن ما يقومون به له كثير من المعانى'.

ومع ذلك، يتكهن البعض الآخر بأن محاولة شركة كونوكو لإعطاء المستثمرين أفضل ما في القطاعين قد تنتهي دون تحقيق أي منهما.

وأحد الاحتمالات المطروحة هو أن يتم تقسيم المجموعة مرة ثانية، وتقسيم مزيد من حقول النفط أكثر نضجًا من التوقعات الأحدث للنمو السريع. والآخر هو أن يدخل مقدم العرض من أجل تنفيذ نفس العملية.

وتعمل القيمة السوقية التي تبلغ 70 مليار دولا ضد كلتا النتيجتين، ولكن إذا فشل السيد أنس في القيام بهما، فإن كلتيهما يمكن تحقيقها. ويقول: 'أعتقد أنه بالتركيز والشفافية نستطيع أن ننتج قيمة طويلة الأمد للمساهمين مثل شركة أيه بي'.

وستراقب الشركات التي تفكر في التفكك المماثل نجاحها أو فشلها عن كثب.


إرساء الأسس والبناء إلى الأعلى


ليس من السهل المشاهدة، ولكن السيد رايان لانس لديه جرح في يده اليمنى جراء عملية قطع حدثت له في العمل، بينما كان يعمل على منصات النفط في حفارات البترول في ولايات وايومنغ.

كان ذلك منذ زمن طويل، ولكن الجرح هو تذكير دائم بأنه شاهد على هذه الصناعة، كما يقول، 'من نقطة الصفر'.

إن خلفية السيد لانس على عكس سلفه السيد جيم مولفا، الذي حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال والمالية من جامعة تكساس، وشغل منصب ضابط في البحرية الأميركية. فإن السيد لانس (49 عاما) حصل على شهادة في هندسة البترول من جامعة مونتانا تك، ولكنه اكتسب خبرة معقولة من خلال الوظائف التي كان يعمل فيها في أوقات الصيف خلال فترة الدراسة بما في ذلك قيادة شاحنات نقل المياه، والعمل على منصات الحفر في ولاية مونتانا، وولاية وايومنغ.

ويضيف: 'إنني كنت شغوفًا بهذا العمل على مدار 30 عامًا'.

إنه يحظى بسمعة طيبة في هذه الصناعة بسبب انفتاحه والصدق الذي يتمتع به. ورغم ذلك منذ بضع سنوات بدا الأمر غير محتمل. ففي عام 2008 تم تعيين جون كاريج، المسؤول المالي الأول ثم الرئيس والمدير التنفيذي للعمليات، فيما بدا إشارة واضحة إلى أنه كان في الطريق ليحل محل السيد مولفا.

وفي تشرين الأول (أكتوبر) 2010، رغم ما وصف بأنه 'مجزرة بعد ظهر اليوم الأربعاء'، أعلنت الشركة مغادرة أربعة من كبار المسؤولين التنفيذيين، بما في ذلك السيد كاريج. وعندها فقط برز السيد لانس، الذي تم تعيينه في منصب النائب الأول لرئيس الاستكشاف والإنتاج الدولي، كخليفة محتمل. ثم أعيد إلى المكتب الرئيس على الجانب الغربي لهيوستن من سنغافورة، حيث كان رئيس الاستكشاف والإنتاج في آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط وروسيا وبحر قزوين.

إن تعيين السيد لانس، مع خلفيته الهندسية، يرسل رسالة مفادها أن الشركة تهدف إلى التركيز على التفوق التقني.

 

 

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك