عبد اللطيف العتيقي يتسائل: من يقف خلف الجويهل؟

زاوية الكتاب

كتب 1907 مشاهدات 0


القبس

الاستجواب الفاشل

عبد اللطيف سيف العتيقي

 

لم يكن تصرف الجويهل طبيعياً منذ بداية استجواب وزير الداخلية، حتى أن الوقت المرصود له للاستجواب ساعة ونصف الساعة، لم يأخذ منه سوى دقيقتين، إلى درجة أذهلت مؤيديه قبل مناهضيه! والحقيقة، هذه إهانة كبرى للشعب الكويتي لم يجر مثلها في تاريخ مجلس الأمة، ويتحمل تبعات هذه الإسقاطات التاريخية للدور الريادي للنظام البرلماني من أعطوا أصواتهم الانتخابية لهؤلاء النواب. إن إهدار وقت المجلس، كما أسلفنا في مقالات سابقة، هو سوابق كيدية من أجل تضييع الأوقات عن مشاريع تنموية وأعمال معلقة بانتظار بتها، والأهم منها إغفال المجلس قضايا «التحويلات» و«الإيداعات»، وهي من قضايا الساعة التي يترقبها الشعب الكويتي لوأد الفساد من جذوره، وحماية المال العام من النهب والسلب. والناظر إلى الكويت اليوم يرى أنها تأخرت كثيراً عن الركب الخليجي من حيث التطور والتنمية وضعف الخدمات للمواطن الكويتي، وقد أسلفنا القول عبر مقالاتنا السابقة بأن الأقلية البرلمانية تستهتر بالأمانة والمسؤولية بقصد أو بسوء نية لتدمير البنية التحتية للحياة البرلمانية، وتشويه نظام المشاركة الشعبية مع القيادة لأجل نهضة الكويت وحماية الرقابة وصيانة وحدة السور الكويتي من الانهيار، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: من يقف خلف الجويهل؟ لأن الطعن اليوم الذي كشف فيه الجويهل جواز احد المواطنين، وهو حضري، وهذه ليست قضية الجويهل، مما يثبت أن الموضوع ليس بدوياً ولا حضرياً، وإنما يهدف الطعن إلى كل إصلاحي يحارب المعتدين على المال العام، ويطعن في الرموز الإسلامية المخلصة من أجل تشويه صورتهم أمام الرأي العام، ولكن وبغض النظر عن حمل جوازات أخرى، هناك شخصيات ووجهاء كويتيون وقد يكون من الأسرة الحاكمة من يحملون جوازات أوروبية وأميركية، ولسنا في مجال كشف الحقائق، ولكن الذي نعرفه في اللعبة السياسية البرلمانية، أن هناك خطوطاً حمراء لا بد أن يستوعبها المفسدون ويتعلموا من تاريخ الكويت. من هو الذي دافع عن الكويت وحكامها؟ ألم يكن رجال القبائل وحاضرتها؟ ومن هو الذي حمى السور الكويتي؟ والله، إنكم لتعرفون كل شيء؟ إذاً، لماذا تعادون أحفاد من دافع عن الكويت وتتهمونهم بالازدواجية؟ والله ليس من مصلحتكم أبداً! وها أنتم ترون الأغلبية قد اصطفت جميعاً جنباً إلى جنب! أقول صادقاً: «لا تضيعوا بلدنا وتهدموا وحدة السور الكويتي، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه».

الجويهل منذ أن فتح قناته، استل سيف الإعلام، نابشاً في مستندات ووثائق سرية بطريقة قد تؤدي إلى هدم أسس كيان الشعب، لأغراض إضعاف المجتمع الكويتي، وإحداث شرخ يؤدي في النهاية إلى كشف من هو وراءه؟

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك