الإعلام يجعل من الضحية شيطاناً ومن المجرم منقذاً!
زاوية الكتابكتب مايو 11, 2012, 12:05 ص 676 مشاهدات 0
القبس
الحرب الإعلامية
د. حسن الموسوي
يخوض العالم بشكل عام والشرق الأوسط بشكل خاص حرباً جديدة غير تقليدية، حرباً إعلامية نفسية إلكترونية، بديلة عن الحروب السابقة التي كانت الطائرات والدبابات أدواتها.
فبعد الحروب التقليدية، جاءت الحرب الباردة، وقُسِّم الاتحاد السوفيتي إلى دول وعواصم، والآن جاء الدور لتقسيم الشرق الأوسط من خلال الحرب الإعلامية. وقد بدأت هذه الحرب من خلال موقع ويكيليكس ووثائقه.
إن سيطرة الوسائل الإعلامية، خصوصاً المشهورة منها، على العقول والنفوس وتدميرها، تشبه السيطرة الجوية وتدمير مركز القيادة والتوجيه.
إن وسائل إعلام اليوم تعمل وفق نهج ومخطط، أدواتها الكذب وخلط الحقائق بالأكاذيب، وتجعل من الضحية شيطاناً، ومن المجرم يداً إلهية منقذة للبشرية، وقد نجحت بالفعل في خلق حالة من الكراهية ضد الضحية، بل تطالب وتنادي بالهجوم عليها، فضلاً عن إثارة القلق وإضعاف معنويات الشعوب وعدم الثقة بقواتها المسلحة. ومن المعروف أن الهدف الأساسي من الوسائل الإعلامية، خصوصاً الغربية والأميركية، هو إقناع الناس أو الأغلبية بصحة الأكاذيب وتحشيدهم ضد المستهدف والإعداد للحرب والدمار والفوضى، وعندما يحدث ما بدا لها، فليس مهماً ان انكشفت الكذبة أو اللعبة بعد ذلك أو لم تنكشف. وتلعب وسائل الإعلام دوراً في نشر الفوضى المقصودة أو الفوضى الخلاقة التي كانت كونداليسا رايس وزيرة خارجية أميركا السابقة تنادي بها CREATIVE ANARCHY.
والمتابع لوسائل الإعلام اليوم يجد أن سياسة الإعلام تكمن في عزل النظام إعلامياً، وترك الطرف الآخر ينشر ما يريد.
إن دور الإعلام الموجه هو العمل على خلق مشاعر متناقضة وأوهام حول التغيير إلى الأفضل، والقضاء على منابع الفساد والتخلص من الدكتاتورية وتطبيق الديموقراطية ورفع شعار «الشعب يريد إسقاط النظام»، وفي الواقع ان كثيراً من القنوات الفضائية المهمة والبارزة والفعالة في موضوع الإسقاط والتغيير تدار من خلال المخابرات الأميركية. ولعب الإعلام، وما زال، دوراً جوهرياً في تنفيذ نظرية الفوضى الخلاقة القائمة على أن الكون كله خلق من الفوضى! وهذه فكرة ماسونية هدفها تكوين حالة من التغيرات في المجتمع بعد حدوث الفوضى، وتدمير الشعوب ذاتياً داخلياً.
وخلاصة القول، لقد اتضح دور بعض القنوات الفضائية وبعض الوسائل الإلكترونية في تهديد المجتمعات العربية، وأصبحت هذه القنوات المغرضة تشكل خطراً حقيقياً على كل فرد، وطريقاً لخلق الفتن والصراعات الداخلية في المجتمعات العربية، وحالة من عدم الاستقرار. إننا - شعب الكويت - مطالبون بأخذ الحيطة والحذر والتعقل وضبط الانفعال وعدم التسرع والانجرار وراء السياسات الإعلامية الضالة، علينا الالتزام بالقانون وتطبيقه، علينا أن ندرك أننا زائلون والوطن باق، علينا العمل لبناء الوطن لا هدمه وتدميره، علينا أن نرتقي بتفكيرنا ومطالبنا ونسعى إلى التغيير بالحوار والتفاهم.
تعليقات