فوز هولاند برئاسة فرنسا كما يراه الرجيب أثر بأوروبا واليورو!
زاوية الكتابكتب مايو 12, 2012, 1:10 ص 681 مشاهدات 0
الراي
أصبوحة / المخاض الأوروبي
وليد الرجيب
لا شك بأن فوز الاشتراكي هولاند في انتخابات الرئاسة الفرنسية قد أثر بأوروبا وبعملة اليورو، وأربك حسابات الاتحاد الأوروبي وسياساته التقشفية في بلدان أوروبا، وإصرار الاتحاد على المضي في طريق النيوليبرالية المتوحشة وسياسة الخصخصة التي ثبت فشلها بل خطرها على الشعوب واقتصاديات البلدان، وخاصة بعد أن تسببت في تركيز الثروة بيد الأقليلة وهيمنة الشركات الأجنبية على شركات القطاع العام في عدد من بلدان العالم. ولذا قام عدد من دول أميركا اللاتينية بإعادة تأميم الشركات المخصخصة مثل شركات البترول والكهرباء وغيرها.
هذا التحول الذي فتح شهية المحللين السياسيين الذين يتوقعون بأن تأتي الانتخابات التشريعية الفرنسية والتشكيل الحكومي متوافقاً مع التوجهات الاشتراكية للرئيس المنتخب، والذي يمثل ائتلافاً يسارياً منها الحزب الشيوعي الفرنسي.
ومن ناحية أخرى، فإن هناك بلداناً أوروبية أخرى يبدو أنها تتجه لتغييرات عقابية ضد دعاة التقشف مثل اليونان التي تعيش صراعاً وأزمة لتشكيل حكومة برئاسة زعيم اليسار الراديكالي تسيبراس الذي قال: «هذه لحظة تاريخية لليسار ومسؤولية كبيرة»، وهو يرفض الشروط «غير الإنسانية» للحصول على قروض دولية، كما حددتها الجهات الدائنة، والاحتمال أن يشكل تسيبراس حكومة من أحزاب ترفض التقشف، وقد جاءت نتائج الانتخابات البرلمانية لصالح اليساريين ونسبة قليلة من اليمين النازي المتطرف.
هذه التغييرات غير المتوقعة أوروبياً جعلت رئيس الوزراء البريطاني كاميرون يتعهد بالتركيز على «القضايا المهمة» كما أسماها، قائلاً: «نحن لسنا مجرد حفنة من المحاسبين الذين يديرون الاقتصاد البريطاني وكأنه شركة خاسرة»، هذا وقد عاقب الناخبون حزب المحافظين بسبب إجراءات التقشف التي لم تحظ بشعبية والتي لم تساعد على تجنب معدلات الركود.
وفي ألمانيا التي تعتبر قائدة الرأسمالية في أوروبا يسعى الحزب الاشتراكي الديموقراطي وحزب الخضر إلى وضع خطة لتشكيل ائتلاف حكومي، وأعلن الحزبان أنهما لن يتعاونا مع الحزب المسيحي الديموقراطي الذي ترأسه ميركل.
وفي الوقت الذي ابتهجت فيه الأحزاب الحاكمة واليسارية في بلجيكا بنتائج الانتخابات الفرنسية، أظهرت النتائج الأولية أن الحزب التقدمي في صربيا يتقدم على منافسيه، ويدور صراع في أرمينيا تصعد فيه الأحزاب المعارضة مثل حزب المؤتمر الوطني الذي يرأس حركة الاحتجاجات.
وتشهد روسيا حركة احتجاجية يسارية واسعة ضد بوتين وسياساته النيوليبرالية، كما رفض نواب الدوما من الشيوعيين الروس ترشيح ميدفيديف لرئاسة الوزراء رغم نجاحه، مما يعني أن هناك حركة احتجاجية يسارية تتنامى وقد تفاجئنا نتائجها في السنوات المقبلة.
هذه التحولات والتغييرات في اوروبا والتي فاجأت الطغم المالية، كما فاجأتها الثورات العربية، والتي حاول إعلامها التقليل من شأن هذه التغييرات، ضخت دعاية مضادة مفادها أن نجاح اليسار موقت وقصير، ولا بد له أن «يعود لجادة الصواب مرة أخرى».
وما يعنينا في هذا الحراك وهذه التغييرات هو موقف هولاند وأحزاب اليسار في أوروبا من القضية الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة في لبنان وسورية، والوقوف ضد التوسع والسياسة العدوانية الاسرائيلية.
تعليقات