د. عصام الفليج يتساءل: هل أصبح معتاداً ارتياد السكارى للمجلس؟!
زاوية الكتابكتب مايو 13, 2012, 12:47 ص 799 مشاهدات 0
الوطن
آن الآوان / وين المرجلة في زمن الشتم
د. عصام عبد اللطيف الفليج
اهتزت الكويت كلها بعد الانحدار السلوكي الذي جرى في مجلس الأمة يوم الأربعاء الماضي، فبعد الانحدار اللفظي الذي استنكرته جميع شرائح المجتمع في الفترة الماضية، فهل أصبح من المعتاد أن يرتاد السكارى المجلس؟! وهل أضحى السلوك المشين والفاضح من ضروريات العضوية البرلمانية؟! وهل أمسى المجلس ساحة لإشعال الفتنة باسم الحصانة البرلمانية؟!
نعم.. فقد أصبح الصراخ والشتم وإثارة القضايا الطائفية والقبلية والدينية والمال العام وسيلة بعض النواب للترويج الشخصي ونفخ الذات، لذا.. فلا غرابة أن تجد صوراً تجمع وزراء ونوابا هاجموهم، وصور نواب مع زملائهم الذين تهاوشوا معهم، صور كلها ابتسامات وضحكات ولا كأن هناك معركة حصلت قبل قليل!!
هذا التمثيل الذي يمارسه البعض ينعكس وللأسف على الجميع، فهو يعطل أداء الحكومة، ويعطل إنتاجية النواب الجادين، وينعكس على المجتمع الذي يتأثر بشكل متواز كل حسب مصلحته وتفسيره وتفكيره، والنتيجة تأخر التنمية، وتفتيت وحدة المجتمع.
وما الاستجوابان الأخيران إلا الدليل على الفشل الكبير في الممارسة الديموقراطية لأقلية تريد أن تنتقم، أو تلميع لشخصيات محددة، أو حرب بالوكالة، والضحية «الكويت».
وصحيح أن كل إناء بما فيه ينضح، أو كل إناء بما فيه يبصق، ولكن.. هل سنظل أسرى لهذا الفكر البصاقي؟!!
أذكر فترة الانتخابات الماضية ان الكثير من الناس أكدوا ان نزول مرشحين معروفين بخطابات الفتنة ساهم كثيراً في توحد المجتمع الكويتي ضد الفساد والمفسدين، وإن نجح منهم البعض بدعم معروف، فأعتقد ان العديد ممن انتخبوهم – باستثناء أتباع صاحب الفاكسات الذي أعلن رسمياً دعم أتباعه لهم – قد ندم كثيراً على انتخابه لهم، خصوصاً بعد استجواب وزير الداخلية الفاشل، وبعد الحركات اليدوية المخلة بالأدب والشتم قليل الأدب والبصق والسكر والعربدة التي لا تليق بالمجلس خصوصاً وبالكويت عموماً، وهنا لابد من مراجعة المتنفذين لأنفسهم والموجهين لذلك كله فيما هم اليه سائرون.
ولعل الإجماع الذي جرى في العقوبة التاريخية دليل على توحد الحكومة والمجلس بجميع أطيافه في خطوة ضد الفساد، وهنا لابد من الاستعجال بمشروع «القيم» الذي يضبط مسار النواب في الاستجوابات والسلوكيات حتى تحفظ هيبة المجلس، وتقديمه على جميع المشاريع التصفوية التي باءت بالفشل (التحويلات نموذجاً).
المرجلة ليست صوتاً عالياً وشتماً وقلة أدب وبصقا، ولا المرجلة إثارة الفتن بين المجتمع الواحد في الأزمات، المرجلة سلوك إيجابي وأدب واحترام للآخر، والمرجلة أمانة ومواقف ونصرة للحق. وقد سمعت للشاعر خلف مشعان العنزي هذه القصيدة أهديها للنواب الكرام..
يا كثرهم لا قلت لك عرفت وجيه
ويا قلهم لا قلت قدر ومعزة
رجل تعزه بعد ما تلتقي فيه
ورجلٍ قبل لا تلتقي به تعزه
ورجلٍ ترزه بالمجالس مباديه
ورجل فلوسه بالمجالس ترزه
ورجلٍ يموت ولا يجيبون طاريه
ورجل يجي طاريه في كل حزه
ورجل ضعيف ويستفزه معاديه
ورجل كلام أعداه ما يستفزه
ورجلٍ يهزه بعض موقف ويشقيه
ورجل ما هو بأية موقف يهزه
ورجلٍ تلزه يعترف لك بخافيه
ورجل على خافيه محدن يلزه
ورجلٍ يوزونه ويزعل من أخيه
ورجلٍ يزعل من يحاول يوزه
ورجلٍ تكزه لازم انك توصيه
ورجلٍ بليا ما توصيه كزه
ومن لا فرش للمرجلة ما تغطيه
ومن لا يخز الناس محدن يخزه
تعليقات