57 في المئة من تجار المخدرات كويتيون!.. علي الفيروز متعجباً
زاوية الكتابكتب مايو 13, 2012, 1:12 ص 1026 مشاهدات 0
الراي
إطلالة / قضية المخدرات في الكويت
علي محمد الفيروز
عندما تقوم ادارة الاحصاء والبحوث في وزارة العدل بدراسة تحليلية لقضية المخدرات في الكويت ويتضح جليا ان 57 في المئة من تجار المخدرات كويتيون، فهذه مصيبة وقعت علينا وظاهرة خطيرة لا يمكن السكوت عنها في المجتمع، وما يؤكد تزايد قضايا المخدرات في البلاد وتفشي آثارها التدميرية في المجتمع بين كثير من الفئات العمرية لاسيما الشباب كثرة الضحايا التي تتراوح اعمارهم من 19 الى 39 سنة، حيث بلغ مجموع نسبتيهما الى 60 في المئة خلال السنوات العشر الماضية وهم بالتأكيد يشكلون ظاهرة غريبة سواء اكانوا من حائزي المخدرات او جالبيها بقصد التعاطي والاتجار فيها، وهي طرق كثيرة تجعلك تعيش في بحر الغيبوية بسبب ادمان التعاطي والاستعمال الشخصي، او تجرك بفعل الاغراء بالكسب السريع لتلك الاموال الضخمة التي تقع بين يديك وتطمح بالمزيد والمزيد.
نعم انها ظاهرة عالمية خطيرة تعاني منها كل شعوب العالم وتثير المخاوف وبالتالي فإن مواجهات الحكومات مع مهربي المخدرات لا تتوقف، وهناك الكثير من الاباء يبحثون عن الخلاص او الحلول الأمنية لابنائهم المدمنين الذين وقعوا ضحايا لهذه الآفة الخطيرة بسبب هؤلاء المروجين الذين يعملون ليل نهار في بيع وتصريف المخدرات المهربة عن طريق دول قريبة من الكويت مثل ايران والعراق واليمن او من مصر وافغانستان الذي اصبح طريقا سهلا لمروجي المخدرات، كما ان الحاجة الماسة للمال واغراءات الدنيا والجري وراء الكيف ونسيان الهموم قد يكونان عاملين اساسيين لانتشار مرض العصر بين الشعوب، ولكن ليس هناك حل امثل غير الابلاغ عن اي تعاط للابناء الصغار او الكبار الذين ادمنوا هذا المرض وذلك لانقاذ حياتهم من الهلاك والجحيم والحياة المزرية، حيث يعد ادمان المخدرات وتعاطيها من اكثر المشكلات النفسية والاجتماعية خطورة واعظمها اثرا على صحة الانسان، فكم من اسرة قد ضاع مستقبلها بسبب تعاطي رب الاسرة المخدرات ، وكم من ابن قد ضاع مستقبله الدراسي، وكم زوجة قد ضاع مستقبل زواجها.
وتشير الاحصائيات العالمية الى ان هناك نحو 200 مليون شخص او اكثر يتعاطون المخدرات في جميع بلدان العالم، كما تؤكد الاحصائيات العالمية ان 70 في المئة منهم مدمنون، اي ما يعادل 3 في المئة من مجموع سكان العالم تقريبا، ويقع اكثر من ثلث تلك النسبة في الولايات المتحدة الاميركية، ودول اميركا اللاتينية، ناهيك عن وجود دولة مثل ايطاليا التي تحتضن جموع المافيا.
ونرى هنا ان معظم مروجي المخدرات لايكترثون بصحة الاشخاص المدمنين، بقدر ما يهمهم كيفية جلب الاموال بكل الطرق حتى الملتوية منها، فما ينتج عن تلك الآفة الخطيرة من مشكلات لا حصر لها وعلى شتى الاصعدة الصحية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية والسياسية!! فالجميع يعلم ان نزف الدماغ والتهاب القلب والامعاء والمعدة والكبد والجلطات الدموية هي امراض سببها الرئيسي قد يكون الادمان فضلا عن اصابة المدمن بمرض الايدز وهي من امراض العصر الخطيرة التي لا ترحم صحة الانسان، ويأتي ذلك من جراء حقن انواع ملوثة من المخدرات او زيادة الجرعة التي من شأنها اصابة العقل بغيبوبة كاملة او فقدان الوعي وتليف في خلايا المخ وهذا اذا لم يؤد الى وفاته فإنه سيجعله عاجزا في ما تبقى من عمره ناهيك عن الحوادث المختلفة التي تكون معظمها ناتجة عن التعاطي والادمان على المخدرات، وهي بالطبع حالات كثيرة شكلت ظاهرة عالمية في معدلات الوفيات من جميع الاعمار، وبالتالي تتكبد دول العالم الكثير من الخسائر في الارواح البــــشرية والاموال والممتلكات الحكومية والاهلية.
ولتعاطي المخدرات نتائج سلبية سيئة كانتشار الجرائم والسرقات والقتل العمد والمقامرة فإن استطاعت الجهود الحكومية ان تحد من هذه الآفة السامة وتساهم في العمل على القضاء عليها قدر الامكان فسيكونون قد قدموا للوطن خدمات لا تكفيها كلمات الشكر والثناء.
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه»
تعليقات