صلاح الفضلي: من ارتكب خطايا مشابهة للجويهل فليكرمنا بسكوته!

الكويتية

شقشقة  /  لا تستشرفوا على الجويهل

د. صلاح الفضلي

 

ورد في الإصحاح الثامن من الإنجيل، أن كهنة اليهود أحضروا امرأة ليرجموها، بدعوى أنها زنت، واجتمع الناس من كل الأصناف، بمن فيهم الرعاع واللصوص والتجار وأصحاب النفوذ، لينفذوا حكم الرجم بحق المرأة الزانية، فمر سيدنا عيسى - عليه السلام - عليهم، وهم يهمون برجم المرأة، فقال قولته الشهيرة «من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر»، فسكت الحضور، ولم يقدم أحد على رجم المرأة.
تذكرت هذه القصة وأنا أتابع ردود الأفعال المنددة بما فعله محمد الجويهل من فعل مستهجن بالبصق على زميله النائب حمد المطر داخل قاعة عبدالله السالم بمجلس الأمة. أتفهم أن يصدر التنديد والاستهجان من نواب يتحلون بالأدب والخلق الرفيع، ولكن أن يصدر الاستهجان من نواب صدرت منهم أقوال وارتكبوا أفعالا لا تقل سوءا عما فعله الجويهل، فهنا لا بد أن نستوقف هؤلاء، ونقول لهم:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم
إذا كان النواب يتهمون الجويهل بأنه دخل المجلس مرات عديدة وهو سكران وتعدى على زميله بالإساءة، فماذا عمن يسب ويشتم زميله ومن يتعدى عليه بالضرب وهو بكامل قواه العقلية؟! هل سب أم نائب زميل عمل أخلاقي؟ هل ضرب زميل بالعقال فعل أخلاقي؟ هل تهديد نائب زميل بالقتل فعل أخلاقي؟ إذاً، لماذا هذه الضجة الكبرى على فعلة الجويهل.
الغريب أن الكثير ممن استنكروا فعلة الجويهل يتباكون على «احترام قاعة عبدالله السالم». يا سلام على الاحترام، «ليش انتوا خليتوا فيها احترام!»، وقد اقترفتم في القاعة العديد من التصرفات غير الأخلاقية التي يخجل منها حتى أرباب السجون وسفلة الناس.
إذا كان الجويهل ارتكب فعلا شائنا، فماذا عما قاله النائب عبدالله الطريجي بحق الجويهل من كلام يعف عنه اللسان. الأغرب من ذلك أن من يقوم بهذه الأفعال المشينة من النواب من إهانة وتعد على زملائه يقابل بتصفيق واستحسان من قبل الجمهور، ويعد بنظرهم بطلا قوميا، وهذا يدل على مستوى الانحدار الأخلاقي والقيمي الذي وصل له المجتمع.
إذا كان من النواب من لم يفعل أفعالا مخزية شبيهة بما فعله الجويهل، فمن حقه أن يهاجم الجويهل ويشجب ما فعله، أما من سبقوا الجويهل إلى هذه الأفعال المشينة، فلا «يستشرفوا» على الجويهل، فمن كان منهم بلا خطيئة فليرم الجويهل بحجر، أما من ارتكب خطايا مشابهة، فليكرمنا بسكوته.