هناك من يخطط لرجوع الزمن للخلف.. سالم السبيعي محذراً

زاوية الكتاب

كتب 816 مشاهدات 0


الأنباء

لمن يهمه الأمر  /  أهو استهزاء ببيت الشعب؟

سالم إبراهيم السبيعي

 

يحز في النفس ما نشاهده ونسمعه من أحداث في «مكان» يستلزم احترامه وتوقيره، و«مناصب» يستوجب فيها الرزانة والوقار والهيبة، لأن أصحابها لا يمثلون أنفسهم، بل يمثلون أمة.

في أول انتخابات لمجلس الامة (1962) عندما كان المناخ السياسي أكثر صفاء ونقاء، كنا نزكي البعض ونرجوهم الترشيح لما يملكونه من صفات قيادية، وعلم وثقافة، وشخصية كارزماتية، ومكانة قبلية أو طائفية أو مهنية، لكنهم يستصغرون أنفسهم، ويعظمون ويوقروا منصب نائب الامة، كان هذا المنصب (وكذلك المناصب القيادية الأخرى) بنظر العاقل والحكيم «أمانة» وابتلاء كما وصفها رب العباد (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ـ سورة الأحزاب).

ان صفة «الجهالة» التي ذكرها رب العباد بكتابه الكريم صفة مذمومة لا تشرف الانسان العاقل فلذلك يحاول المؤمن أن ينزه نفسه عنها، ولا يسعى لموقع ثقيل الحمل، شديد المحاسبة.

«إنها الأمانة» سيسأله الله عنها، وسيمتد السؤال الى من أعطى هذا التوكيل والإنابة لغيرة؟ فكل قول أو فعل يقوم به الوكيل أو النائب فثوابه أو إثمه عليه وعلى من وكله «وسلمه دنياه وآخرته» فـ «الأمانة» ليست نقودا فقط، فالروح بأجسادنا «أمانة» فمن فرط بالأمانة واستهتر بها، فليتبوأ مقعده من النار، والصلاة وكل العبادات «أمانة» فمن تساهل واستهان بها، واعتقد أن الدنيا لعب ولهو، فلينتظر كشف حساب لا يخطئ، ورب يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور.

ان قاعة الشعب (قاعة عبدالله السالم) التي تقع في قبلة الكويت لها في قلب كل كويتي توقير وتقدير واحترام، فمن دخلها كان آمنا، مؤتمنا، محترما وموقرا كل من فيها من زملاء حاضرين وسابقين أحياء كانوا أو أمواتا، لأن النائب يجب أن يحمل صفات وأخلاق أهل الكويت عامة، فهو نائب عن كل ناخب له، فإن فقد تلك الصفات سقطت نيابته عنهم ولا يمثل إلا نفسه، حتى ان لم تسقط دستوريا.

من الملاحظ ان الامير الراحل عبدالله السالم عندما أشعل ثورة الربيع العربي في المنطقة منذ نصف قرن، انتزع الاستقلال، وأرسى القانون وحق التقاضي وطبق الديموقراطية بكل مكوناتها وبانتخابات حرة نزيهة، وصحافة وحرية رأي، واعتراف بالمعسكر الشيوعي وفتح اول سفارة سوفييتية بالمنطقة، وغيرها، وكانت تلك الانجازات الاعجازية المفاجئة، أفقدت بعض اعضاء الاسرة، ودول المنطقة توازنهم، فحاولوا افشال تلك الانجازات، والعودة للماضي، ولكن تلاحم الحاكم بالمحكوم تصدت لهجومهم، فوجدوا ان تحطيم هذه الانجازات من الداخل بإدخال فيروسات تنخر بجسم الديموقراطية لتحطيمها، كما انهار سد مأرب اليمني بنخر الفأر، وانهار ملك سيدنا سليمان بسبب دودة الارض نخرت عصاه فسقط، فالشواهد كثيرة بأن هناك من يخطط لرجوع الزمن للخلف، أو السقوط معهم في مزبلة التاريخ.

قال الله تعالى (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ـ الإسراء: 16).

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك