علي البغلي يدعو إلى انتفاضة حريات بجرة قلم

جرة قلم انتفاضة حريات! 23/06/2007 هللت الاصولية الكويتية بأبواقها المعهودة، لاقرار تعديل قانون العمل في القطاع الاهلي بوضع مزيد من القيود على عمل المرأة، وهذا امر غيرمستغرب من هذه القوى التي تمتلك اجندة واضحة للاستيلاء على مفاصل هذا المجتمع مفصلا بعد الآخر، تمهيدا لاجتياح مقاليد الامور فيه بعد الانتخابات القادمة وبفضل قانون انتخاب الدوائر الخمس المظفر! وانضم البعض إلى جوقة المطبلين متهمين المعارضين بالارتجال والتخبط!. هؤلاء يقولون ان ذلك النص كان موجودا في قانون العمل في القطاع الاهلي منذ عام ،1964 وان التعديل كان لمجرد اضافة ساعات المنع او الحظر، وكأنهم اكتشفوا في ذلك اميركا او جزر هاواي او الجاذبية الارضية! نطمئن الاخوة الكرام إلى ان التشريع هو مهنتنا وشغلنا.. والتعديل الذي اجري على المادتين 23 - 24 من قانون الجزاء لم يكن تعديلا شكليا او سطحيا، بل كان تعديلا خبيثا مقصودا.. فالحظر بموجب المادتين 23، 24 من قانون العمل في القطاع الاهلي كان 'بعدم جواز تشغيل النساء ليلا'، مع استثناء دور العلاج الاهلية والمؤسسات الاخرى التي يصدر بشأن العمل بها قرار عن وزارة الشؤون' والمادة 24 جاءت 'بحظر تشغيل النساء في الصناعات الخطرة والمضرة بالصحة التي يصدر بها قرار عن وزارة الشؤون.. الخ'، وقد عايشنا تلك المواد طوال 43 عاما الماضية، ولم يوضع اي حظر فعلي على تشغيل النساء في امور او اعمال تثير الانتباه، ولم تقيد ساعات عملها او اي شيء من هذا القبيل، فالمجتمع الكويتي كان يراعي طبيعة المرأة آخذا بالاعتبار ارادتها الحرة.. ليأتي التعديل غير المبارك فيحظر تشغيل النساء في فترة محددة معينة ما بين ال 8 مساء وال 7 صباحا مع تشديد العقوبة المفروضة على المخالف (مادة 97 بند ج) بزيادة الغرامة من 100 الى 500 دينار واضافة الغلق للمحل المخالف لمدة شهر! كما اضاف عباقرة التشريع الاصولي (المقيد للحريات) نصا بموجب المادة 95 فقرة ثانية يعطي موظفي الشؤون صفة الضبطية القضائية ودخول الاماكن والمحلات العامة وضبط المخالفات وتحرير المحاضر اللازمة والاستعانة بافراد القوة العامة. فكيف لم يتغير او يعدل القانون تعديلا جوهريا؟! يا اخواننا المعارضون للابد! ومن هو الارتجالي والمتخبط منا؟ ونضيف ان من شأن انفاذ هذا القانون بساعاته المحددة، جعله سيفا مصلتا بيد نواب 'الانجازات الاستجوابية المتتالية' يهددون بها وزراء الشؤون (المرتعدين) بالمنصة في حالة تهاونهم بالتطبيق الحرفي الصارم.. ولنا في قوانين منع الاختلاط وضوابط الحفلات وغيرها اسوة اكثر من سيئة! لذلك فنحن نشيد بحراك بعض مؤسسات المجتمع المدني وانتفاضتها لحرياتها المنتقصة يوما بعد آخر، ونبارك للاصوليين ومن 'لف لفهم' كسب الجولة بعد الاخرى في قضم حرياتنا تدريجيا مثلما يفعل الجرذ في قالب جبنة سويسرية حتى تختفي تماما!! ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. *** هامش: زميلنا ومتابعنا الدائم نبيل المعجل من الدمام حول دعوتي المطرودين والعاطلين في هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية بالقدوم الى الكويت للعمل عند ربعنا خبراء ومستشارين، كتب لي قائلا: 'اي والله تكفى يا ابو احمد خذوهم كلهم.. واذا تعتقد ان عددهم واجد خذوا كم واحد نمونة..جربوهم.. اذا مشت احوالهم ندز لكم الباقي..' ومنا للمتخصصين في خنق الحريات لدينا اطمئنوا فالخير وايد!!