غنيم الزعبي لـ'إيران': هل هناك لغة أخرى غير القوة تفهمينها؟

زاوية الكتاب

كتب 824 مشاهدات 0


الأنباء

في الصميم  /  نقول للجارة العزيزة إيران: هل هناك لغة غير القوة تفهمينها؟

م. غنيم الزعبي

 

استغربت رد الفعل المتشنج وغير الطبيعي للجارة المسلمة إيران على خبر نشر دولة الإمارات العربية المتحدة لسرب من مقاتلات أف 22 الأميركية على أراضيها.. أولا: هذا شيء سيادي ومن حق أي دولة في العالم التصرف كما يحلو لها على أراضيها وأكبر مثال على ذلك هو قيام الجارة العزيزة إيران بنشر عدة مفاعلات نووية على أراضيها.. أحدها يبعد عدة كيلومترات عن شواطئ جزر الكويت.. ضاربة عرض الحائط بكل هواجس ومخاوف واعتراض الدول المجاورة من وجود هذه المفاعلات التي بنتها إيران باستخدام التكنولوجيا الروسية المتخلفة التي أنتجت مفاعل تشرنوبيل سيئ السمعة، وهو أمر أسوأ بكثير من نشر عدة طائرات مقاتلة على ارض الإمارات فقط. فالطائرات تأتي وتذهب. لكن المفاعلات النووية تبقى هي وفضلاتها إلى ألف سنة.

ثانيا: احتارت حكومات الخليج ومنها الإمارات في كيفية التواصل مع الجارة المسلمة إيران وما هي (اللغة) التي تفهمها.. جربنا لغة الاقتصاد فتقريبا ربع الدخل القومي لإيران يأتي من الشراكة التجارية مع دول الخليج عامة والإمارات خاصة.. وكذلك مئات الآلاف من أبناء الشعب الإيراني يعملون بكل حرية في الخليج ويحولون مئات الملايين من الدولارات إلى بلادهم وأخلائهم. لكنها لم تفهم هذه اللغة ولم تقدرها. جربنا معها لغة الإسلام والتسامح الديني فالطائفة الشيعية في دول الخليج على الرغم من أنها أقلية في وسط بحر سني كبير تحظى بحرية ممارسة عقيدتها على أكمل وجه (عكس الأقلية السنية في إيران).. وأيضا لم تقدر الجارة هذه اللغة ولم تفهمها. لكن الشيء اللافت للنظر في علاقتنا مع الجارة المسلمة إيران تبدأ بالانتباه لنا فقط عندما نقوم بأمرين كليهما يندرج تحت باب القوة.. الأول حين تقوم دولنا بعقد صفقات لشراء السلاح والثاني حين نوطد (عسكريا) علاقتنا مع احدى الدول الكبرى.. عندها فقط تنتبه لوجودنا الشقيقة إيران وتبدأ بإرسال الرسائل لنا سواء الإيجابية أو الوقحة منها والتي تعد تدخلا في شؤون دول مستقلة ذات سيادة. وهذا هو لب مصيبتنا في علاقتنا مع الجارة المسلمة إيران لا تنتبه لنا إلا إذا سمعت قرقعة السلاح. لذلك نسأل ونتساءل أيها الجارة العزيزة إيران: هل هناك لغة أخرى غير القوة تفهمينها؟ نرجو أن تدلينا عليها. وسنستعملها على الفور. إلى ذلك الحين سنستمر في استعمال اللغة الوحيدة التي تفهمينها وتلفت نظرك. وهي لغة القوة.. اعذرينا أيتها الجارة المسلمة فقد صممت أذنك عن كل اللغات الأخرى.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك