علينا ألا ننساق وراء فضائيات الفتنة.. خالد طعمة ناصحاً

زاوية الكتاب

كتب 851 مشاهدات 0


الراي

الكلام المقتضب  /  التفرق في الدين والوطن

خالد طعمة

 

عندما نزل الوحي على رسولنا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- لم يكن هنالك شيء اسمه مذهب أو فرقة إسلامية، فقد كان الإسلام ولايزال دينا واحدا مبنيا على الأركان المعروفة للإيمان إعمالاً لقوله تعالى في سورة البقرة آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير وهي ذاتها التي سأل عنها رسولنا الكريم حين قال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره).
وهذه الأركان هي الأساس لمعرفة الشخص فيما إذا كان يؤمن الإيمان الحقيقي من عدمه وغير ذلك من الأمارات والممارسات فأمرها متروك إلى الله سبحانه وتعالى، مع الأسف يقوم الناس اليوم بالتفرقة بين بعضهم البعض وفق مقولة من أي المذاهب تنتمي وكأن الإسلام عندما أتى إلى الناس كان مقسماً إلى مذاهب، والتي لم تنشأ إلا للمساعدة على فهم الدين لا للمساهمة في تفريق الدين وتحويله إلى فرق وجماعات متعددة.
فالمذاهب تعرف بأنها تتفق في الضروريات وتختلف في الفروع ولكن روح التشكيك أخذت تنتشر بين المسلمين وأصبحوا فرقاً من مذاهب سنية وأخرى شيعية إلى أن وصلت الحال إلى أن يأتي شخص ويقول أنا مسلم من المذهب الفلاني؟ وتجد هذا الصنف يتشدد في تقبل غيره من المذهب المغاير من دون إبداء أي تعاون يذكر وكأنهم لم يقرأوا قول الله تعالى في سورة الأنعام (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ )، وهنا ينبغي أن يكون دور المذاهب منحصراً في شرح تعاليم الدين دون أن تكون فرقة يتعصب لها وتصل الأمور إلى الشد والجذب حولها.
فديننا الإسلامي حثنا وشجعنا على التماسك والتعاون لا التفرق وخلق عداوات في ما بيننا، ونلاحظ اليوم ظهور قنوات تلفزيونية خارجية تتمرس وتمتهن إثارة الخلافات بين المذاهب وبث روح الفرقة ولا تدعو إلى التماسك، كما تدعو إلى إقصاء الآخر واحياناً تكفيره؛ وهنا لابد لنا من أن نستذكر تمسك الأوائل وعدم تفرقهم في الدين أو في اللحمة الوطنية كتجربة الشعب الكويتي في أزمة ملك العراق في ثلاثينات القرن الماضي حين نادى عبر إذاعته الخاصة بقصره ببث روح الفرقة وتوجيهها إلى الشعب الكويتي في تلك الفترة ولكنها باءت بالفشل، وعليه فإنه من الواجب علينا ألا ننساق وراء تلك القنوات التي تفرق ولا تجمع وان نتذكر كيف هي قوتنا ونحن متحدون.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك