للأسف.. مؤشرات الأرباح المتوقعة ليست خدعة بقلم جون أوثرز
الاقتصاد الآنيونيو 26, 2012, 1:46 م 719 مشاهدات 0
تحسب الشركات الأمريكية توقعاتها للأرباح بطريقة لم يعرف العمل بها منذ عشر سنوات. فبحسب طومسون رويترز، التي ترصد مثل هذه المسائل، الإعلانات السلبية عن الربع الحالي تفوق الإعلانات الإيجابية بمعدل 3.5 إلى 1. ويعد هذا أضعف معدل منذ الربع الثالث عام 2001، عندما أعطت هجمات 11/9 الإرهابية، بكل أسف، كثيرا من الشركات ذريعة لمراجعة توقعاتها هبوطا مع انتهاء الربع.
وسيكون من اليسير أن نرفض هذا كجزء من لعبة قذرة لإدارة الأرباح، التي يحاول فيها المديرون الماليون تحضير مفاجأة 'إيجابية' عند إعلان النتائج الرسمية، التي سيتم إعلانها في النهاية في السوق. لكن مثل هذا التدهور الملحوظ والواسع النطاق في تفاؤل الشركات يبدو مبرراً.
وقد أدى توجيه الشركة إلى زيادة التشاؤم من الوسطاء في شكل أرقام منخفضة لتنبؤات الأرباح. وتبدو هذه الظاهرة أكثر وضوحا في الولايات المتحدة، لكنها ذات طابع عاملي أيضاً. وطبقاً لأندرو لابثرون، من بنك سوستيه جنرال، تمثل التوقعات الآن 41 في المائة فقط من تقدير التغييرات على الصعيد العالمي. وهذا الرقم الآن بالنسبة للولايات المتحدة ومنطقة المحيط الهادئ، خارج اليابان، أقل من 40 في المائة.
وتعد مسألة مراجعة الأرباح لهؤلاء الذين يتحركون على المدى القصير مهمة، ويتضمن مثل هذا الاتجاه الهبوطي الشديد التأثير على المدى الأطول. ولذلك، ما الذي دفع بالضبط إلى موجة التشاؤم هذه بخصوص الأرباح؟.
وقد أنتجت شركة جولدمان ساكس مؤشراً رائدا لتنقيح الأرباح بعد اعتماد الشك المقبول في نتائج البحث المقدمة من جانب قاعدة عريضة من البنوك الكبيرة، في جانب البيع، التي تأتي مع مختصرات (ERLI، المؤشر الرائد لمراجعة الأرباح)، تكشف الممارسة عن المزيد.
ويبحث مؤشر جولدمان عن بيانات غير متعلقة بالسوق، مثل تكاليف الشحن، ونشاط الميناء، ومعدلات الأماكن الشاغرة في الفنادق، وأسعار المعادن التي أصبحت خردة. ومعاودة اختبار كميات جولدمان يظهر أنه كان لديه سجل جيد في الماضي للتنبؤ بمراجعة الأرباح في أي من الاتجاهين. وإذا كان هناك أي مؤشر واحد أو أكثر لمعرفة التشاؤم الحالي فيما يخص الأرباح فهو الهبوط الأخير الحاد في أسعار السلع الأساسية.
من الناحية النظرية، لا ينبغي أن تكون أسعار السلع الأساسية مهمة بهذا القدر. ويجب أن تكون أسعار البنزين الرخيصة نبأ عظيما بالنسبة لأي شخص يعمل في مصنع، لكن نمو أرباح شركات الموارد على مدى العقدين الأخيرين، مقارنة ببقية السوق، يعني أن انخفاض أسعار السلع الأساسية ينعكس انخفاضا في أرجاء سوق الأسهم كافة.
وطبقاً لـ Factset، انخفضت تقديرات الأرباح خلال هذا الربع بالنسبة لقطاع الطاقة في الولايات المتحدة بنسبة 5 في المائة تقريباً. وهذا هو أكبر انخفاض للتوقعات الخاصة بواحد من ضمن عشرة قطاعات في الولايات المتحدة. ومن المتوقع أيضاً أن يكون لديها هبوط حاد مطلق في الأرباح بنسبة (18.4 في المائة) وفي الإيرادات بنسبة (12 في المائة).
وكشف الانخفاض الشديد في أسعار النفط والمعادن الصناعية على مدى الأشهر القليلة المنصرمة عن مفاجأة غير سارة، ولم يضع المديرون الماليون هذا العامل في توقعاتهم، وكان اندفاع الشركات لتخفيض توقعاتها موجودا أكثر من أي شيء آخر. وينبئ انخفاض أسعار السلع الأساسية بقصة أوسع نطاقا. فقد وجد جولدمان أن أسعار المعادن الخردة والشحن تنخفض بشدة، وقد كانا أفضل مؤشرين للأرباح، لأنهما يعطيان صورة للنشاط الاقتصادي، خاصة في الصين. ويعود السبب وراء انخفاض أسعار السلع الأساسية بالنسبة لكثيرين إلى تباطؤ تقوده الصين، أكثر منه إلى أي أخبار جيدة عن تكاليف مدخلات الوقود الأقل سعراً. وهذا هو السبب وراء تقليل التوقعات بالنسبة للشركات التكنولوجية مثل CISCO وDell. وطبقاً لمورجان ستانلي، فإن السلع الأساسية الأكثر ضعفاً تميل لتتماشى مع سعر الدولار. ويمثل الارتفاع بنسبة 1 في المائة في سعر الدولار مقابل اليورو انخفاضاً نسبته 6 في المائة في أرباح مؤشر ستاندرد آند بورز.
ومع ذلك يوجد ما هو أكثر بكثير من أسعار السلع الأساسية، فحين نتفحص الحسابات تبدو الأرباح جيدة، لأن الشركات المالية كان عليها أن تقارن أوضاعها بنتائج شابتها عمليات شطب خطيرة قبل عام.
وبحسب Factset يتوقع أن تحقق الشركات المالية نموا نسبته 55.2 في المائة، لكن استنادا إلى نمو عائدات يبلغ 3.8 في المائة. ويستثنى من هذا بانك أوف أمريكا الذي أقدم على عملية شطب ضخمة العام الماضي، الأمر الذي أدى إلى انخفاض نمو الأرباح المتوقعة للشركات المالية المدرجة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 من 55.2 في المائة إلى 9.5 في المائة. وعلى الأقل، ربما يكون المديرون الماليون قد أوصلوا أسعار الأسهم إلى مستوى من الممكن أن يُحدث عنده ارتدادا في أسعار السلع الأساسية 'مفاجأة' سارة. لكن ما من أحد سوى تجار الأجل القصير جدا، ينبغي له أن يجد عزاء في ذلك.
تعليقات