الأمل كبير في حكام الخليج العربي لإنقاذ مسلمي بورما.. الفليج مؤكداً
زاوية الكتابكتب يوليو 10, 2012, 12:09 ص 4206 مشاهدات 0
الوطن
آن الآوان / هل من إغاثة إنسانية وسياسية لمسلمي بورما؟
د. عصام عبد اللطيف الفليج
مازالت أوضاع مسلمي بورما (ماينمار) في أسوأ أحوالها، حيث ليس للحكومة البوذية فيها أي اعتبار للأوضاع الانسانية، وليس لهيئة الأمم المتحدة أي دور تفاعلي حقيقي على أرض الواقع، مع دور ضعيف جدا للمؤتمر الاسلامي ورابطة العالم الاسلامي، وغياب واضح لدول عدم الانحياز والصليب الأحمر المخول بالاغاثة العالمية وهيئة الاغاثة الاسلامية (بريطانيا)، وذلك على الجانب السياسي والانساني والاغاثي.
ولتهدئة الأوضاع – شكليا - أعلنت الحكومة البورمية اعتقالها عشرات البوذيين المتهمين بأعمال العنف الأخيرة، وذلك لذر الرماد في العيون ومحاولة تخفيف الضغوط الدولية والحملات الاعلامية عليها، بينما على الأرض يظل الرعب هو المسيطر على عرقية الروهنجيا المسلمة، حيث مازالت عمليات مطاردة المسلمين من المتطرفين البوذيين مستمرة، وسط غطاء من الشرطة البورمية، مما اضطر المسلمون ممن لم يتمكن من الهروب ان يختبئ طوال النهار ويقتات بالليل، أو يحاول الهرب عبر البحر تحت جنح الظلام.
وفي المقابل.. فان مواقف الحكومة البنغلاديشية متذبذبة، فمازال العزل مفروضا على 77 ألف مهاجر من مسلمي بورما يقيمون في مخيم مؤقت، أقامه محافظ كوكس بازار، حيث يعيش المهاجرون في وضع غير انساني بهدف اجبارهم على العودة الى بورما.
وأعادت الشرطة البنغالية كل من يصل من المهاجرين المسلمين، حيث قامت قوات حماية الحدود البنغالية بإرجاع 30 مهاجرا من حيث أتوا يوم الأربعاء 4 يوليو، واعادة 40 مهاجرا يوم الخميس 5 يوليو، كما ذكرت وسائل الاعلام.
واستمرت السلطات البنغالية بمنع أي مساعدات للمهاجرين الجدد سواء من أهاليهم من بورما، أو من المؤسسات الانسانية ممن يحصلون بشكل نادر على ترخيص من وزارة الاغاثة البنغالية. فضلا عن قيام وزارة الاغاثة بتصنيف المؤسسات الخيرية الراغبة في مساعدة المهاجرين وادراجها في قائمة الشبهة التي تخضع للمراقبة الخاصة، بزعم مخالفتها لتوجه الحكومة، سواء كانت مؤسسة محلية أم دولية.
اضافة الى قيام الشرطة البنغالية باعتقال عدد من منسوبي المدارس الاسلامية في بنغلاديش واتهامهم بدعم الارهاب، وذلك اثر قيامهم بجمع بعض التبرعات المادية والعينية من داخل بنغلاديش، ومحاولة تقديمها ضمن مساعدات الشعب البنغالي للمهاجرين.
وبالتالي فنحن أمام تحركين متوازيين، الأول: تحرك سياسي واعلامي قوي تجاه الحكومة البورمية للوقف الفوري لآلة القمع والمجازر البوذية تجاه المسلمين، والثاني: تحرك سياسي وانساني تجاه الحكومة البنغلاديشية للضغط عليها لاستيعاب المهاجرين البورميين المسلمين الهاربين من جحيم الابادة، مع توفير الدعم المالي الكافي للاغاثة من المؤسسات الانسانية والخيرية العالمية والاسلامية وبالذات الخليجية.
والأمل كبير في حكام دول الخليج العربي بالتحرك السريع في هذا الاتجاه لانقاذ ما يمكن انقاذه، قبل ان تتحول العملية الى ابادة جماعية للمسلمين في بورما، والأمل يحدونا في الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية للتحرك الانساني العاجل لإغاثة البورميين المهجرين في بنغلاديش.
٭٭٭
«في زمن الفتن والشهوات، لا تكن كالاسفنجة تمتص كل ما وقع عليها، وكن كالزجاجة ترى الباطل بشفافيتها، وتدفعه بصلابتها» وصية ابن تيمية لابن القيم.
تعليقات