رسالة إلى الأغلبية البرلمانية
زاوية الكتابكتب يوليو 10, 2012, 11:27 ص 1047 مشاهدات 0
دعوة الأغلبية الشارع والحراك لعقد ندوات أسبوعية وربط تلك الندوات بدواوين الأثنين استدعى في الذاكرة ذلك الزمن الجميل والذكريات العظيمة وما قام به أولئك الرجال في الدفاع عن مكتسبات الأمة الدستورية وتضحياتهم الكبيرة من أجل استرجاع هيبة الدولة ومؤسساتها ، فقد كان جميل هذا الربط لنا كجيل لم يعش تفاصيل تلك المرحلة شعورياً لكن بالتأكيد مرتبطين بأدق تفاصيلها تاريخياً . لكن ما شهدته أولى ندوات الأغلبية التي عقدت في ديوان المناور كان كارثياً جداً ، فلا خطاب سياسي ناضج ولا رسالة قوية لسلطة تتجهز لتزوير إرادة الأمة ولا برنامج إصلاح سياسي واضح ، فقد كانت ندوة إنتخابية هزيلة جداً . كنت ولا زلت لا أعتبر المواقف والتصريحات الفردية لأعضاء كتلة الأغلبية على أنها تمثل الكتلة لكن أما وإن الندوة التي عقدت كانت بإسمها والبيان الذي تلي بيانها فإن ما صدر أمس من كارثة فهو يمثلها ، فالإستغراب كان على الوجوه واضحاً وتذمر الحضور جلياً وقد غادر مكان الندوة الكثير باكراً ، لذلك أقولها ناصحاً ومحباً على للأغلبية ألا تركن ولا تطمئن ولا تثق أبداً بأن وقوفنا معهم ودعمنا لهم أمراً حتمياً فدعمنا ليس لشخوصهم ولكن لبرنامج إصلاح سياسي يفترض أن يكون لديهم . إننا وبكل سهولة إن لم يكن لديهم برنامج واضح ومحدد لإصلاح واقعنا السياسي المتهالك فإنه أمراً طبيعياً وحتمياً يفرضه حبنا لهذا الوطن و إحتراماً لأنفسنا وقناعاتنا فإننا سنصرف النظر عنهم دعماً لمن يقدم هذا البرنامج المنشود . فرسالتنا إلى أعضاء كتلة الأغلبية جميعاً ومن دون إستثناء أنتم أمام فرصتكم الأخيرة فإما أن تقدموا ما نريد أو بالتأكيد سيلغي الشباب وكالته لكم وسيأخذ بزمام المبادرة فيضع برنامجه الذي يريد ، هذا البرنامج البعيد عن أي حسابات إنتخابية أو تكتيكات مع السلطة إحتمالية فمن وقعه منكم دعمناه ومن تردد تركناه ، فمع شديد الإحترام لكم جميعاً أسم الكويت أهم من أي إسم وإصلاح واقع أهم من دعم كتلة . هذا البرنامج الذي أدنى سقف له يكون بإعلان تبنيكم وبشكل واضح وصريح للهيئات السياسية كأساس لتنظيم العمل السياسي ثم الإنتقال سريعاً إلى الدائرة الواحدة بنظام القوائم النسبية إنطلاقاً إلى الحكومة البرلمانية المنتخبة هذه الحكومة التي يجب أن يكون على رأس برنامجها تعديلات دستورية تعمد على تعديل كل مادة من الدستور لا تتماشى مع صريح الدستور الذي ينص على أن الأمة صاحبة السيادة ومصدر السلطات . كذلك ننتظر منكم إعلان واضح لا لبس فيه وبصوت مسموع على أن أي تعديل لنظام الدوائر أو آلية التصويت في غياب مجلس الأمة يعد إنتهاكاً لإرادة الأمة وتزوير لها يستلزم معه مقاطعة كاملة للإنتخابات ترشيحاً وتصويتاً ومواجهة هذا التعدي السافر بكل الوسائل الدستورية التي تضمن عودة الحق لأصحابه فنحن في زمن إرادة الأمة فيه لا تنكسر ولا يمكن لأحد الإنقلاب عليها ، و لتتحمل السلطة تبعات ذلك .
حمد العليان
تعليقات