ليت الحكومة تهبط إضطرارياً !

زاوية الكتاب

كتب 2232 مشاهدات 0

فيصل الصواغ

'على السادة المسافرين على متن طائرة الخطوط الجوية الكويتية النطق بالشهادتين!'

لم يتبق إلا أن يكون هذا النداء الرسمي الذي يوجه لمستقلي الكويتية عقب تكرار تعطل طائراتها في أكثر من مرة وآخرها تعطل محرك طائرة جدة حيث عاش ركاب الطائرة في رعب حقيقي لمدة ساعتين تقريبا.

وأتمنى ألا يكتئب أحدا من هذه المقدمة ، فالوضع المأساوي لمؤسسة الخطوط الكويتية ليس فريدا من نوعه وهو يتناغم تماما مع سياسات الحكومات المتعاقبة التي تراجع كل شيء في عهدها ، فمنذ الستينيات لم تشهد الكويت تطورا في الخدمات الصحية او التعلمية أو غير ذلك، ونحن نتقلب من سيء إلى أسوأ في كل المجالات.

الكويتية التي  كانت موضع حسد من قبل المؤسسات والخطوط الجوية المنافسة لها من حيث الحداثة والتطور تنتهي إلى هذا الحد من التدهور بفضل فشل السياسات الحكومية في تطوير تلك المؤسسة ، وتشهد قاعة مجلس الأمة على حجم التحذيرات التي أطلقها النواب للحكومة من العواقب الكارثية المترتبة على إهمال هذه المؤسسة ورغبة البعض في إضعافها من أجل الحصول عليها بأقل الأثمان.

في المقابل ، ما كان من الحكومة إلا التأكيد على سلامة طائرات الكويتية وكفاءة إجراءات الصيانة  وأن الوزارة المعنية لا تألوا جهدا في بحث القضية، بينما الواقع يكذب هذا الكلام، ثم تفشل الحكومة في تطبيق قانون خصخصة الكويتية كما هو الفشل الحاصل في مجالات عدة، لكن الإشكالية الكبرى أن القضية هنا مرتبطة بأرواح بشر وليس بمجرد حفنة من الدنانير.

كثير من الفنيين المتخصصين العاملين في هذه المؤسسة يؤكدون ان الطائرات  تسير بالبركة وأن كارثة محققة قد تحصل في أي وقت ، بينما الحكومة لا حياة لمن تنادي،  ' بل أن أحد التقارير الدولية أوصى في العام 2010 بإيقاف طائرات متهالكة لمؤسسة الكويتية عن العمل .

وأخيرا يتخذ وزير المواصلات وزير الشؤون بالإنابة سالم الاذينة قرارا بوقف تحليق ٥ طائرات حفاظا على أرواح المسافرين '. وهذا قرار إيجابي ،

لكن السؤال هو متى تستفيق الحكومة من غفلتها وتتحرك للتطوير وليس كإطفائي حرائق، للأسف النهج الحكومي المتعاقب عودنا في الكويت أن الحكومة تفضل وظيفة الإطفائي الذي لا يظهر إلا بعد اشتعال الحريق .

هل تدرك الحكومة أن عليها إيجاد  نهج وفكر جديد لتطوير هذه المؤسسة حتى تتحول من عبء  يثقل كاهل الدولة إلى رافد مالي يمد خزينة الدولة بأرباح سنوية كباقي المؤسسات والخطوط الجوية في البلدان الأخرى؟. ليت الحكومة تدرك ذلك وتهبط اضطراريا ولو لمرة واحدة عن هذا النهج السيء الذي أدمنته في التعامل مع مشكلات البلد،

ونصيحتي للجميع حتى تولد في الكويت حكومة تمارس دورها الأساس في التنمية والتطوير ونهضة البلد ، عدم الاكتفاء بربط الأحزمة عند الإقلاع على أي من مؤسسات الدولة الخدمية ،

واسمحوا لي أن أتوقف عند هذا الحد لأن ' محرك' الكلام أصابه عطل مفاجئ ويجب أن أهبط إضطراريا في هذه المحطة.

فيصل خليفه غازي الصواغ
Twitter@al9awagh

الآن - رأي / فيصل الصواغ

تعليقات

اكتب تعليقك