الروتين ومصالح النواب الائتمانية والمساومات وراء وفاة 'الكويتية'.. برأي الشهاب

زاوية الكتاب

كتب 1386 مشاهدات 0


القبس

شرباكة  /  'الكويتية'.. تكتب شهادة الوفاة!

يوسف الشهاب

 

انتقلت الى عالم السكراب ثلاث طائرات من عائلة اسطول الخطوط الكويتية ــ خوش اسطول ــ بعد معاناة مع مرض عضال اصاب محركاتها واجهزة الضغط الهوائي والعجلات وقائمة طويلة من الاعراض المرضية المزمنة، لم يستطع الاطباء المستشارون العباقرة في الحكومة من ايجاد علاج واحد لها.

وقد اقام المسافرون، الذين اعتادوا السفر على الطائر الازرق الميمون في عز الشباب، سرادق للولائم وتبادل التهاني على ارواح الطائرات التي قضت سنوات حياتها الاخيرة بالاعطال والتأخير في الاقلاع والغاء الرحلات وواسطات الحجز والوزن، مروراً بتكدس الموظفين وخسائر لا تستطيع حملها بعارين البلدية وشاحنات نقل القمامة التي تعمل على مزاج السائق البنغلادشي لا مزاج عقود البلدية. وبالمناسبة قبل النسيان نطالب البلدية باصدار الاوامر الى سيارات نقل القمامة بضرورة التوجه الى مجمع ورش الخطوط الكويتية لنقل ما تبقى من مخلفات الطائرات، التي احيلت الى التقاعد بعد رحلة طويلة من التجوال بين دول العالم، ما عدا اسرائيل، على طريقة العبارة اياها في الجوازات الكويتية القديمة ذات اللون الأسود.

وفاة او اعلان الوفاة لعدد من طائرات الخطوط الكويتية جاء متأخراً لاسباب لا نعلمها نحن ركاب الكويتية، رغم ما قرأناه عن الاعطال الفنية المتكررة فيها، وقد كتبت اكثر من مرة بضرورة اعلان وفاة هذه الطائرات، لكن الحكومة ــ الله يهداها ــ لم تأت بشهادة الوفاة، ربما لأنها، اي الحكومة، لا تريد ان ترى الحزن على وجوه المسافرين، وعلى من عرف هذه المؤسسة بالانضباط والحرص على سلامة الصيانة، يوم ان كانت تعيش عصرها الذهبي تحت ادارات متعاقبة كانت تملأ كرسي المسؤولية وتشرفه أكثر مما يشرفها، ويوم ان كانت تلك الإدارات تتمتع بالمسؤولية الكاملة بعيداً عن التدخلات الحكومية والنيابية، خاصة في قضايا التوظيف وتسخير عمليات الحجز لها من دون وجه حق.

لا نحزن على إحالة طائرات الكويتية إلى التقاعد، فلكل بداية نهاية، وأشعر ان لسان حال هذه الطائرات اليوم يقول بعد بلوغها من العمر عتياً، إذا ما طاعك الزمان وإلا عليك أن تطيعه وتسمع أوامره، هذه هي حال طائرات الكويتية التي تسبب في وفاتها الروتين الحكومي ومصالح نواب الأمة الائتمانية والمساومات.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك