'شاعر المليون' ومعركة الحسم
منوعاتمارس 31, 2008, منتصف الليل 1146 مشاهدات 0
بعد منافسات وجولات أسبوعية امتدت إلى أكثر من ثلاثة شهور خرج منها شعراء وبقي آخرون تصل مسابقة الشعر الشهيرة 'شاعر المليون' إلى مرحلة الحسم حيث المعركة التنافسية الأكثر ضراوة بين سبعة شعراء أحدهم سيفوز باللقب وينتظر ملاقاة القطري محمد بن فطيس في نزال انتزاع البيرق.
علماً بأن من المرجح تنازل 'بن فطيس' عن اللقب.
وفي مساء الثلاثاء الماضي جمعت حلقة الحسم في جزئها الأول الشعراء السبعة وكانت حلقة تنافس مليئة بالإثارة والتشويق أمسك بعنان التحدي فيها من السعودية ناصر الفراعنة وعيضة السفياني وبدر الظاهري ومن الإمارات محمد المنهالي ومحمد الكعبي ومن اليمن عامر بن عمرو ومن قطر خليل الشبرمي وكان الظاهري قد انضم مباشرة إلى زملائه بعد إعلان صعوده من بين اصحاب بطاقات العبور.
استهل حلقة القمة خليل الشبرمي الذي ألقى قصيدة عاطفية يغلب عليها اسلوب التوصيف الجمالي قال عنها عضو التحكيم د. غسان الحسن هي مليئة بالمرادفات اللفظية وفيها العديد من الصور التقليدية ورأي سلطان العميمي أن النص يحمل شاعرية واضحة وتعتمد على لعبة اللغة كما تساءل المحكم حمد السعيد عن عدم تقديم الشاعر لنص جديد والاكتفاء بقديمه.
ويأتي الدور إلى عامر بن عمرو والذي بدا واضحاً تفاعل جمهور المسرح معه منذ اللحظة الأولى, قدم قصيدة تمزج بين الاعتداد بالشعر والبوح العاطفي نالت استحسان معظم أعضاء اللجنة وعلق عليها د. الحسن قائلا: 'هذه قصيدة جميلة جدا ذكرتنا بانطلاقتك القوية في بدء المنافسة ورأي المحكم بدر صفوق ان القصيدة جميلة وتحمل نفساً حداثيا واضحاً بينما نبه العميمي إلى انه لا ينبغي للشاعر استحضار القدماء كالمتنبي والأعشى وطاغور مشبهاً نفسه بهم وعليه اتخاذ خط شعري مستقل.
بعد ذلك ألقى عيضة السفياني قصيده التي عنونها 'مدمن على هامش الحياة' تناول بها مشكلة الإدمان على المخدرات متطرقاً إلى قصة شاب مدمن ومعاناته المستمرة ورغم ان هكذا مواضيع اجتماعية قد تحل الخطابية فيها محل التعبير الشعري إلا أن قصيدة السفياني حفلت بالصور الشعرية رمزاً ومجازاً وإيحاءً ذلك ما أكده د. الحسن والعميمي كما أشاد بالنص حمد السعيد والمحكم تركي المريخي.
ويتقدم محمد المنهالي ليلقي قصيدة تطرقت إلى دور المرأة في المجتمع ومكانتها في الإسلام وقدرتها على النجاح والانجاز وكان أول المعلقين بدر صفوق الذي انتقد النص بشدة واعتبره تقريرياً لا يحمل شيئا من الشعر فهو يصف دور المرأة بصورة مباشرة لكن ملامح الصدمة على وجه المنهالي سرعان ما تلاشت بعد ان اجمع باقي أعضاء التحكيم على قوة قصيدته موضوعاً وشعراً لاسيما د.الحسن الذي يعد رأيه المقياس الأهم لدى الشعراء المتنافسين والجمهور المتابع.
وينتقل الدور إلى محمد حماد الكعبي حيث ألقى قصيدة تضمنت رؤيته الذاتية إلى مفهوم الشعر رأي د. الحسن ان النصف الأول من القصيدة يتصف بالرمزية الجميلة بينما ظهرت المباشرة في أبيات نصفها الثاني وأشار السعيد إلى ان الشاعر طرح قضية حساسة هي التوظيف السيئ للشعر وزاد ان الشعر كالبندقية, قد يستخدمها العاقل وقد يستخدمها الجاهل وقال تركي المريخي ان النص فيه الكثير من الجزالة والقوة.
بعد ذلك تصل لحظة التشويق ذروتها بدخول ناصر الفراعنة الذي تلقى تحية مميزة من جمهور المسرح وقبل ان يلقي قصيدته نّوة بأنه سيقدم موضوعا يختلف عن مواضيعه السابقة فألقى قصيدة غزلية ركز فيها على وصف محاسن المعشوقة.
قال عنها د. الحسن 'قصيدة عالية الشاعرية والإيقاع في الوصف الشكلي إلا ان الشاعر صنع لنا فتاة كالتمثال بلا روح لا نجدها على ارض الواقع حيث وصل بالوصف إلى أبعد حدود الخيال دون ان نلمس في النص عاطفة حقيقية' ورأى العميمي ان القصيدة تضمنت وصفا مادياً بعيدا عن التجربة الذاتية مما قلل من نبض الشاعرية وأضاف: 'ان حياة الشاعر العسكرية انعكست على قصيدته من خلال استخدامه بعض المعاني في هذا الاتجاه' وكادت ان تحدث مشكلة بين بدر الصفوق والفراعنة حين: تلفظ صفوق بعبارة تهكمية عند انتقاده لجزء من النص.
هذه هي المرة الأولى يتعرض فيها ناصر الفراعنة لانتقاد وكان معتاداً على سماع الإطراء من أعضاء التحكيم في المرات السابقة حتى ان حمد السعيد استهجن موضوع القصيدة ورأى فيها تجاوزا للذوق ولا يجوز إلقاؤها في مثل هذا الموقع وعلى الرغم من تبريرات الفراعنة لم يستطع إقناع المحكمين وإن لم يفقد تفاعل الجمهور الحاضر الذي منحه درجة عالية في التقييم الانطباعي.
وكان الختام مع بدر الظاهري إذ قدم قصيدة تحتوى على الكثير من البوح الذاتي إلى ان عرج على ملامسة القيم المثلى في الحياة مستحضراً رموزاً إنسانية, نالت قصيدته الثناء من جميع اعضاء التحكيم حيث قال صفوق: 'في القصيدة من الشموخ والاعتزاز ما يرفد شعرية الطرح ولاحظ د. الحسن بأن النص يتماهى مع قصائد الشاعر السابقة تهافتت فيه الأفكار بأسلوب تعبيري سلس, واستحسن السعيد القصيدة مؤكدا انه يحب هذا النوع من الشعر الذي وصفه بـ 'السهل الممتنع'.
بعد ذلك ألقى كل شاعر قصيدة المجاراة يجاري بها القصيدة المعروفة للأمير عبدالله الرشيد, ولم يوجه أعضاء اللجنة ملاحظات أو مآخذ إلى قصائد المجاراة
وفي نهاية هذه الحلقة الساخنة توزعت الدرجات التقييمية للجنة التحكيم من مجموع 50% حيث تساوت درجات المتنافسين محمد المنهالي وناصر الفراعنة وبدر الظاهري 39% بينما حصل عامر بن عمر وخليل التميمي على 40% في حين كانت الدرجة الأكبر لـ محمد الكعبي 41%.
صور الشعراء
تعليقات