علي البغلي يكتب عن عبقرية الطبطبائي النيابية
زاوية الكتابكتب يونيو 24, 2007, 7:45 ص 546 مشاهدات 0
جرة قلم.
عبقرية نيابية كويتية
24/06/2007
النائب وليد الطبطبائي وكأنه لم يكفه تدخله في ما لا يعنيه في حياة المواطنين
وشؤونهم الخاصة في الكويت التي رزئت بنواب تأزيم امثاله، فيمم وجهه صوب
الشؤون السياسية العربية والشؤون الفلسطينية هذه المرة على وجه التحديد.. بعد
ابداعاته بالشؤون العالمية والعراقية ونصرته لأهل الشيشان والفلوجة في
المهرجانات الشهيرة في شارع الصحافة ومجلس الامة!
النائب كشف عن مبادرة تعد لها شخصيات اسلامية وقومية في الكويت، لتقديمها
للخارجية الكويتية بهدف القيام بدور وساطة سياسية بين حركتي فتح وحماس انقاذا
للوضع المتدهور في الاراضي الفلسطينية (السياسة 2007/6/22).
ونحن نقول 'هزلت' ان يقوم النائب الطبطبائي وجماعته من غلاة المتزمتين
الاصوليين وبقايا القومية البائدة بإرشاد دبلوماسيتنا المحترفة على دورها
الاقليمي والقومي.. فالدبلوماسية الكويتية بقيادة صاحب السمو الشيخ صباح
الاحمد عندما كان وزيرا للخارجية، كانت دينامو السياسة العربية والاسلامية
والوسيط في كل نزاع وخلاف في أنحاء البسيطة الاربعة، وبالأخص في الوطن العربي
والاسلامي المنكوب بقياداته، والمتخلفين من شعوبه الذين يمجدون جلاديهم،
ويهتفون للطغاة ويسيرون كالقطعان وراء رافعي الشعارات الرنانة الجوفاء! جاء
الغزو الصدامي الغاشم لتنكفئ الكويت على نفسها.. وجاءت المجالس النيابية
الاخيرة بالنائب الطبطبائي وامثاله لينقلونا من ازمة الى أخرى، ومن استجواب
'تافه' الى استجواب 'اتفه' بدأها النائب الطبطبائي باستجواب الكتب
الممنوعة عام 1997 وانتهت باستجواب الطبطبائي في مارس الماضي لوزير الصحة
احمد العبدالله! هذه الازمات اربكت حكوماتنا المتعاقبة التي اصبحت تصحو على
ازمة، وتنام على اخرى، فحادت عن دورها القومي والعربي، لذلك انعدمت مبادراتها
ومساهماتها في حل الازمات العربية المتعاقبة، حتى خرج لنا النائب الطبطبائي
بدور حمامة السلام بين الاخوة الاعداء المتقاتلين في فلسطين، الذين جعلونا
نترحم على ايام قتالهم مع اليهود الاعداء (كما يحلو لنا تسميتهم)! عقلانية
النائب الطبطبائي لم تدم الا دقائق او ثواني قليلة، فهو سرعان ما نقض النفس
العقلاني التصالحي العربي الفلسطيني الذي نادى به ليختم تصريحه بما ينسف تلك
المبادرة، متهجما على فتح والرئيس الفلسطيني محمود عباس واصفا قراراته
الاخيرة بانها 'متهورة وغير دستورية وانقلاب على الشرعية'! معتبرا ان حماس
مازالت الممثل للشعب الفلسطيني، لان حكومة سلام فياض (العميلة على حد قوله!)
لا بد ان تمر عبر المجلس التشريعي الفلسطيني! (انتهى).
وازاء هذه الوساطة المتناقضة لا يسعنا إلا أن نهنئ انفسنا في الكويت، ونهنئ
اهالي كيفان الكرام على اتحافنا بشخصية برلمانية فذة كالنائب الطبطبائي الذي
يصرح تصريحا ليعود لينسفه في آخر التصريح، وندعو الله ان يكثر علينا من
العبقريات النيابية الكويتية، ليرفهوا عنا في هذا الجو المحلي والعربي المقبض
للنفس!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
علي أحمد البغلي
القبس
تعليقات