سونامي الإنترنت يجلب البطالة لأساتذة الجامعات بقلم كريستوفر كالدوي
الاقتصاد الآنأغسطس 17, 2012, 7:22 م 967 مشاهدات 0
الإنترنت على وشك أن يجلب لأساتذة الجامعات ما جلبه لموظفي السكرتارية، والصحافيين، والتنفيذيين في قطاع الموسيقى: البطالة. مدير جامعة ستانفورد جون هينيسي، ورئيسة جامعة فيرجينيا هيلين دراجاز، على الرغم من أن كليهما مؤيد للتعليم الإلكتروني عن بعد، إلا أنهما وصفاه بأنه 'سونامي' على وشك الحدوث.
اتحاد كورسيرا حديث النشأة، الذي بدأ بدورات دراسية محدودة بمشاركة جامعات برينستون، وستانفورد، وبينسلفينيا، وميتشيجان، شهد الشهر الماضي انضمام عدة مؤسسات أكاديمية أخرى، تشمل جامعة فيرجينيا ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا. وفي الوقت نفسه تتعاون جامعة هارفارد، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة بيركلي على مشروع يقتصر في الوقت الراهن على دورات دراسية قليلة في العلوم الكمية.
يمكن أن يشك الناس في الأمر. فالمحاضرون من الجامعات المرموقة متاحون بالفعل، وبشكلٍ واسع على الإنترنت. وإذا كانت الأعمال الأكاديمية النمطية يمكن أن تصل إلى منزلك عن طريق الإنترنت اللاسلكي السريع، ألن يكونوا هناك بالفعل؟ ما الذي يجعل الناس يعتقدون أن هذا السونامي الذي طال انتظاره يلوح الآن في الأفق؟
في كلمة واحدة: الدرجات. المعلمون في جامعات القمة بدأوا في تقييم الطلاب الذين يتلقون تعليمهم عن طريق الإنترنت. ففي الخريف الماضي قدم سيباستشيان ثرون وبيتر نورفيج الأستاذان في جامعة ستانفورد حلقتهما الدراسية الشهيرة عن الذكاء الاصطناعي، المسماة علوم الكمبيوتر 221، كدورة دراسية على الإنترنت مفتوحة للعالم. ووعد البروفيسور نورفيج بأن يتلقى الطلاب المشاركون في الحلقة 'خطاب إجازة' قال إنه 'يجعلك تعرف ماذا كان مستواك في الدورة'. واجتذبت الحلقة الدراسية 160 ألف طالب.
ليس من الواضح تماما لماذا وافقت جامعة ستانفورد على المضي في هذا المشروع. والشهادة الممنوحة من قِبل الجامعة هي قطعة من الورق تؤكد أن الطالب تم تعليمه بشكلٍ جيد من قبل أساتذة جامعة ستانفورد في مجالٍ معين.
والسؤال إذا كنت مديراً تنفيذياً في وادي السيليكون في كاليفورنيا وتستأجر مهندسين في الذكاء الاصطناعي، هل ستفكر في الفئة القليلة المميزة التي حصلت على دورة علوم الكمبيوتر 221 بالطريقة 'القديمة'؟ أم في أفضل طالب من الـ160 ألفا الذين دفعهم حافز ذاتي لإتمام الحلقة الدراسية على الإنترنت؟
وعملية تقييم الطلاب تحل العديد من المشكلات النظرية للتعليم من خلال الإنترنت دفعة واحدة. مثلا، كيف يمكن لأستاذ جامعي لديه طلاب مشاركون بكثرة أن يبقى على تواصل مع جميع طلابه؟ لا يمكنه. لكن يمكنه أن يوزع الوقت أو يقوم بإرسال الأشياء المميزة عن طريق البريد الإلكتروني لأفضل 1 في المائة أو 10 في المائة. وثمة أسئلة معينة حول كيفية حل مشكلة الدفع للتعليم على الإنترنت. الآن المعلمون على الإنترنت يقدمون حلقاتهم الدراسية بالمجان. وفعل موقع جوجل للكتب الشيء نفسه عندما كان يصور كتبا من مكتبات في جميع أنحاء العالم. إن جلب المعاهد القديمة إلى العصر الرقمي يمكن أن يكون صفقة فاشلة لمن يملكون نصيباً في التركة التكنولوجية. فما أن تبدأ الاتحادات في فرض رسوم على المنتجات على الإنترنت، سيبدأ تبادل الاتهامات ومقاومة الأمر.
ومن الأفضل عدم فرض رسوم حتى تؤدي العادات والروتين المؤسسي إلى جعل التعليم على الإنترنت أمراً لا يمكن الاستغناء عنه.
يجب أن تكون نتيجة تلك النقلة التكنولوجية هي توحيد هائل للأفراد. فما أن تصبح الحلقات الدراسية على الإنترنت، حتى تظهر أفضل الممارسات. ولن تحتاج الولايات المتحدة إلى مئات أو آلاف الأساتذة الجامعيين للكيمياء العضوية. فتأثير شبكة الإنترنت سينتج عنه تدافع من الطلاب لحلقات في أفضل الجامعات. سيتخلى الطلاب عن الأساتذة الممتازين في الجامعات المميزة، لتعلم كتابة الشفرات 'على طريقة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا'، أو 'على طريقة جامعة ستانفورد'، إذا ما آمنوا بأن هذه هي لغة المستقبل التي سيتحدث بها مديروهم. لكن هناك بعض السلبيات الواضحة في الحلقات الدراسية على الإنترنت.
فهي تفتقد إلى التواصل الإنساني، ولا تزال غير مناسبة لتعليم العلوم الإنسانية. وسيستمر الشباب المرفه في العالم في التعلم على طريقة جامعتي أكسفورد وكامبريدج، أو الطريقة العاجية. لكن النظام الجديد على الإنترنت سيعمل بكفاءة لمعظم أولئك الذين لا يستطيعون تحمل مثل هذا الخيار، وفي بعض الحالات بشكل أفضل. لسنا جميعاً من رجالات عصر النهضة. هناك مراهقون في القرى الصينية ينتمون إلى حلقات دراسية في كتابة الشفرات في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، لكن يمكن أن يكونوا بعيدين في مستوى تعلمهم للإنجليزية ثلاث سنوات عن الانتفاع بأدنى قدر من حلقات دراسية عن شكسبير. هناك العديد من الأشخاص العاديين المغمورين حول العالم لن يستطيعوا الالتحاق بكتابة الأكواد هذه.
المدح الزائد للجامعات التقليدية مقصودٌ به إخفاء أوجه القصور في نظامها. فعندما تتحدث الإدارات عن قدرة زملاء الدراسة على الإيحاء، فإنها على الأرجح تعني أن هناك مخالفات أكثر مما كان معتاداً في الحرم الجامعي. وعندما تتحدث عن كيف أن التجربة الجامعية 'يتعذر تحديدها'، فهي تتوسل لنا ألا ننظر بطريقة مدققة على الأسعار المشينة في الولايات المتحدة (وبشكل متزايد في رسوم الجامعات الأوروبية). وبهذا المنطق، يمكن أن يكون التعليم على الإنترنت تغيراً للأحسن. يمكنه أن يعطي للشباب فرصة الدخول إلى عالم الاقتصاد الحديث والثقافة المتقدمة من دون طلب التدريب المهني تحت رحمة رذائل الأغنياء.
تعليقات