الدوسري: هذا هو السبب الرئيسي للهجوم على الأغلبية؟!
زاوية الكتابكتب سبتمبر 2, 2012, 11:16 م 692 مشاهدات 0
عالم اليوم
غربال / أعداء الأغلبية
محمد مساعد الدوسري
حملة شرسة ومسعورة تلك التي تشنها قوى سياسية مناوئة للأغلبية البرلمانية التي تشكلت في مجلس 2012 المبطل، وتساعدها في هذه الحملة أطراف حكومية وشخصيات خارج الحكومة، وأفراد يتبعون من سبق ذكرهم، وتجاوزت هذه الحملة الأعراف السياسية كثيرا لدرجة أنها ذهبت إلى تأييد من يهاجم الأغلبية من خارج الكويت، وهذه سابقة لم يشهدها المجتمع من قبل، ولا داعي لتلك الحالات فهي واضحة لكل متابع للشأن السياسي.
السبب الرئيسي للهجوم على الأغلبية هو انصهار عدد كبير من تيارات سياسية ومستقلين في ذات الجبهة، مع تنوع مجتمعي لخلفيات المنضوين تحت راية هذا التجمع، والعدد الكبير الذي وصل إلى 35 نائبا مما يعد أمرا نادر الحدوث في مجلس الأمة الكويتي، فإذا تُوج هذا التجمع بقوانين إصلاحية تتعلق بإصلاح النظام السياسي واستقلال القضاء وتعديلات على قانون الجزاء والذمة المالية وأمور أخرى كثيرة، فإن سبب الهجوم يصبح واضحا ومنطقيا من قبل بعض التيارات والشخصيات السياسية التي ستتضرر من هذا الإصلاح.
ولكن ما هو سبب السعار في هذا الهجوم؟، الأمر واضح، لدي على الأقل، فعندما تتناول الأغلبية النيابية في مجلس 2012 مواضيع مثل قانون المناقصات، وغرفة التجارة، وتعديل تشريعات اقتصادية كثيرة، فإن الفاسدين، والمتمتعين بنفوذ واسع وكبير لدى متخذ القرار، لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وعليه فإن هذه الهجمة المبرمجة هي نتاج لاصطفاف جديد مشكل من هذه الشخصيات التي لا تستطيع العمل تجاريا إلا في مناخ فاسد قائم على الاحتكار والسيطرة على مناقصات الدولة، والتسهيلات التي تقدمها لهم الحكومات المتعاقبة بلا أي ناتج حقيقي ولا حق طبيعي يجعلهم المفضلين على بقية المواطنين طوال الوقت.
الأغلبية البرلمانية مثلها مثل أي حركة سياسية، فيها من الشخصيات السيئة كما فيها شخصيات مثالية وجيدة، كما أنها تسعى للخير ولا يعني ذلك أنها لا تقع في الخطأ، غير أن تكثيف الحملة عليها وترك المسؤول الأول عن الفساد، هو قمة الظلم لها إن كان المنتقد حسن النية، أما فاسدو النية فهم يتعمدون ذلك للقضاء على أي بادرة للإصلاح حتى يستمروا في فسادهم، ولا يعني ذلك أن ليس هناك من ينتقد بموضوعية يمكن مناقشتهم والرد عليهم أو الإقرار بالانتقادات والبحث عن تلافيها مستقبلا.
شككوا في انتماءاتكم، وطعنوا في وطنيتكم، وتعاملوا معكم بعنصرية ترى فيكم أقل درجة من طبقتهم أو فئتهم، ويرون أنكم أخذتم أكثر من حقكم، يحتلون مفاصل الدولة وهم المسؤولون عن الفساد القائم في كل مناحي الحياة، ومع ذلك نحمل غيرهم مسؤولية استمرار هذا الفساد، يسيطرون على وسائل الإعلام ويحرضونكم على إحدى الفرص النادرة لتشكيل جبهة وطنية لمحاربتهم، وتنقادون خلفهم للأسف، فهل من المعقول أن تصبوا جام غضبكم على من يمد يده لكم، وتتركوا من يمد يده عليكم لضربكم وتحييدكم وتحجيمكم في الدولة؟.
تعليقات