الإعلام الكويتي كما يراه البريكي لم يعد 'يهش ولا ينش'

زاوية الكتاب

كتب 732 مشاهدات 0


الكويتية

وادي كلمة  /  هذه الضجة الكبرى.. (إعلاماً)

أحمد مبارك البريكي

 

«الفبركة» الإعلامية الغريبة والمريبة التي أبهرنا بها التلفزيون الرسمي الإيراني من خلال تحريف الترجمة لكلمة الرئيس المصري محمد مرسي، التي ألقاها أخيرا في قمة دول عدم الانحياز التي استضافتها طهران، وتحويل اسم سوريا في خطابه إلى البحرين، بغية تحميل الدولة المبغي عليها أوزار الدولة الباغية، من خلال تغطية إعلامية هزيلة تغطي آذان الشعب الإيراني عن سماع كلمة مصر الحقيقية..!
لم يسكن الحال ولم يسكت عند هذا الحد، بل استمر واستمرأ المترجم الخائن في قلب عبارة «الربيع العربي» للغة الفارسية من العربية إلى «الصحوة الإسلامية»، وهناك أشياء أقوى وأدهى وأمرّ، لا تغيب عن مرصاد الصائدين، منها جملة كاملة بشحمها ولحمها تحولت من: تضامن مصر مع المعارضة السورية إلى: تضامن مصر مع النظام السوري..!
في ظل الانتشار الفضائي والانفجار الإعلامي المرئي والمسموع، والاحترافية في مجال النقل الفني للخبر، تصبح هذه الأساليب كالهستيريا المضحكة التي تستحق ضحكا هستيريا..!
***
يموج الإقليم من حولنا بصراعات دموية، وأحداث عظيمة ومخيفة قد لا يدركها البعض منّا، رغم سطوعها جليّة أمام أعيننا، والإعلام خير شاهد على هذا العصر، فالشعوب تناحر حكامها والدول تتصافق تهديدا ووعيدا في ما بينها، ورسائل التهديد الإعلامي الخشن تمر من فوقنا شرقا وغربا في اتجاهين متعاكسين، وسفينة بلدنا الصغير تصارع موج احتقان داخلي لا مضاد حيويا يعالجه ولا ينفع الدواء مع دائِه، نحن ما عدنا ننشد الحكمة، فقط نريد السلامة للكويت.
***
الإعلام الكويتي -في ما مضى- كان له حضوره وهيبته، وريادته في كل المجالات سياسية وفنية وثقافية ورياضية وغيرها، لكنه انكمش مع السنين و«تطايحت سنونه»، فلم يعد «يهش ولا ينش»، وإن كانت بعض القنوات الخاصة تعتبر «أشوات الحاصل»، إلا أننا ككويتيين لا نرضى أن نكون اليوم في المؤخرة، بعد أن كنّا بالأمس في المقدمة، ونريد غدا أن نرجع.. لـ «قُدام»، كما أخبرنا الصاحي نهاش فتى الجبل والبراري والقفار..!

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك