الأغلبية تخدع الحكومة بـ'نهج' والحكومة تخدعها بالتخدير!!

زاوية الكتاب

كتب 796 مشاهدات 0


عالم اليوم

صرخة قلم  /  ناس تضحك على ناس

ناصر الحسيني

 

الذي يقف من بعيد ويشاهد المعترك السياسي بالكويت من جميع جوانبه، يشاهد العجب العجاب، بل يضحك عندما يسمع تصاريح بعض نواب الاغلبية، وهم يتشدقون بالإصلاح، طبعا انا لا اعرف المجاملة، ولست محسوبا على الحكومة او على الاغلبية، والاثنين لدي طعمهم واحد ولا احب ان اتذوقه، ولكن المضحك بالأمر ان «ناس تنصب على ناس».
فقبل مدة اظهروا لنا ما يسمى بتجمع نهج، وهذا صناعة نيابية، والاغلبية اوجدت هذا التجمع حتى تخدع الحكومة بأن هذا التجمع هو حراك شبابي، والحكومة تخدع الاغلبية بالتخدير وانها معهم، يعني واحد ينصب على الثاني، والاغلبية تبكي بالعلن امام الشعب على الاصلاح والدستور، وفي الخفاء البعض منهم عين اقرباءه في مناصب«على كيف كيفك»، احد نواب الاغلبية وتحديدا بالدائرة الرابعة انفجر ذات مرة، وغرد بتويتر قائلا «ان هناك نوابا يجيروا الاغلبية لصالح اقطاب حكومية» وبعد دقائق سحب التغريدة، ونائب اخر بالدائرة الخامسة قال حرفيا «خمسة من نواب الاغلبية يأكلون على ظهورنا عند بعض اقطاب الحكومة» وهذه المقولة صحيحة، ففي السابق عندما تضبط البلدية أغذية فاسدة، كان نواب الاغلبية يصارخون ويصرحون بكل وسائل الاعلام قائلين «ان الحكومة تطعم الشعب أغذية فاسدة» وفي شهر رمضان ضُبطت اطنان أغذية فاسدة، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد، بل تجاوز الامر الأغذية الفاسدة لما هو اكبر، فقبل يومين تم ضبط شحنة«نقاق» ملغومة بلحوم وشحوم خنازير، ورغم ذلك لم نسمع من نواب الاغلبية، لا الاسلامين ولا غيرهم اي تصريح ضد الحكومة، «سكتم بكتم» وتبون الامر اللي يموووت من الضحك، وهو ان وزير الاعلام يظهر في مؤتمر صحفي ويقول علنا «نحن كحكومة احلنا الدوائر الى المحكمة الدستورية» ويشرح الاسباب والمبررات ويخرج لك نائب من الاغلبية ويقول«الحكومة الخفية احالت الدوائر للمحكمة الدستورية» دخيل الله«احترموا الناس» الوزير يقول «نحن احلنا» وانتم تبرؤون الحكومة من الاحالة، «رحمة الله على خلف دميثير معاكم». ولكن صدق الامام الشافعي عندما قال «عين الرضا عن كل عيب كليلة» . 
 وعودة الى «واحد يضحك على الثاني» ورغم ان القضية ليست قضية مساس بالدستور، بل قضية تعديل دوائر، الا ان ما يسمون بالنشطاء السياسيين القريبين من الاغلبية، اقنع بعضهم نواب الاغلبية بتشكيل جبهة لحماية الدستور وتتكون من شرائح المجتمع كافة، والهدف حتى يجد له منصبا بهذه الجبهة ويفاوض الحكومة من خلالها، لأن مع وجود الاغلبية النيابية لا مجال لدخوله على«الكيكة» وهنا دخل على الخط احد المحسوبين على التيار المتأسلم«واللي مسوي نفسه» قريب من كتلة الاغلبية، فقال لهم «ان الاغلبية تتعرض لهجوم شرس .. وشرايكم انشئ لكم مركزا اعلاميا يدافع عن نواب الاغلبية» فقال بعضهم «على ايدك» قال كل نائب يدفع لي الف دينار، وعدد الاغلبية 35، اي «يحوش له 35 الف دينار على الراحة» والاخ وش يبي يسوي؟ يبي يحط لهم تصاريح مجانية بالصحف وكم اعلان تلفزيوني بقيمة 5 آلاف دينار، والباقي (بجيب عمك).
اما الخبول ..فهؤلاء قصتهم قصة، ومالهم شبية الا«الاطرش بالزفة» فالناس تأكل على ظهورهم، وتهدد بهم، ومتخذينهم وقود معارك، والفائدة والمناصب للاقرباء، باختصار شديد، النشطاء السياسيون امتطوا الاغلبية للظهور، والحكومة تضحك على الاغلبية، والاغلبية تضحك على الشعب، والخبول مثل «معايد القريتين».

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك