عدم فهم مقومات الديمقراطية يؤدي إلى دمار شامل.. فاطمة الشايجي منبهة
زاوية الكتابكتب سبتمبر 2, 2012, 11:27 م 830 مشاهدات 0
الشاهد
السلام الديمقراطي
فاطمة الشايجي
عدم فهم مقومات الديمقراطية كالحرية، والعدل، والمساواة يؤدي بنا إلى الدمار الشامل، وما يحدث الآن من تحركات لمنظمات حقوق الإنسان بتشجيع الشعوب التي تفتقد فهم الديمقراطية لتطبقها كنظام سياسي إنما هي تحركات تدفعنا إلى اللجوء إلى قوات حفظ السلام في المنطقة، فهي كقوات لا يقتصر عملها على تنفيذ اتفاقيات السلام،ونشر الأمن والاستقرار في المناطق المتنازع عليها، بل من مهامها أيضا تعزيز الديمقراطية، وتعزيز سيادة القانون، والعمل على دفع عجلة التنمية، والعمل على تحقيق حقوق الإنسان، ولكنها لا تعمل إلا بعد نشر الأمن والاستقرار في المنطقة أي بعد الدمار الشامل الذي يصيب الدول التي تفتقر شعوبها إلى حفظ سلامها بنفسها.
لنفكر قليلا كيف يمكن أن تعمل منظمات السلام إذا وجد السلام؟ فوجود السلام يعني عدم وجودها كمنظمة، ولننظر بعمق أكثر ألم تكن هذه المنظمات تعرف بالظلم الذي كانت تعاني منه الشعوب على مر السنين؟ ألم يتكن هناك تقارير تبين توقف التنمية نتيجة لنهب ثروات البلد من فئات معينة؟ ألم تكن على علم بالفوارق الطبقية في الدول التي تراقبها عن كثب؟ فكرة تعزيز الديمقراطية في مناطق تفتقر شعوبها إلى مفهومها يقصد منه الفوضى، ليسهل لها التدخل لتضعف هذه الدول أكثر فأكثر وتسيطر على ما تبقى من ثرواتها باسم السلام ، منظمات حفظ السلام يجب أن نطلق عليها منظمات الدمار لأنها تساعد على استخدام جميع أنواع الأسلحة بم فيها الإنسان.
لقد أصبح الإنسان سلاحاً في يد هذه المنظمات تبرمجه بالطريقة المناسبة لكل منطقة ، فتارة يستخدم للفتنة، وتارة أخرى يستخدم للفقر، وتارة يستخدم للتجسس، وأخرى يستخدم للفكر. جميعها أسلحة فتاكة لا يمكن إلا اعتبارها إعداداً لحرب باردة ، فما تمر به المنطقة من تغيرات سياسية وتهديدات أمنية تشير إلى أن الحرب لن تكون باردة .
بعد الدمار لن يكون هناك مجال لممارسة الديمقراطية ولن يكون للقوانين وجود لتصبح لها السيادة، فالقانون مثلث أضلاعه ، السلم وهو وقت اللعب فيه ، الثورة وهو وقت الانقلاب عليه، الحرب وهو وقت الصمت عنه. هكذا وضع الإنسان نفسه، والفقر والعجز هو ما ستعاني منه الشعوب التي تجهل مفهوم الديمقراطية وبذلك لن تكون هناك تنمية . وما سنحصل عليه ما هو إلا وعود فارغة لن تتحقق حتى لأبنائنا .
باسم الديمقراطية نطالب بالسلام ونتجه إلى منظمات دولية تشرف على سلامة الشعوب وتناسينا أن السلام هو مبدأ من مبادئ الإسلام ، فالسلام يعني الطمأنينة والأمن والامان وهي أمور لا تأتي إلا بوجود المحبة والتآلف بين الأفراد فقد قال رسول الله | لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أَوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم. »رواه مسلم«. تحابوا تجدوا السلام وستمارسون الديمقراطية.
تعليقات