20 ألف سعودية بالمصانع فقط بقلم .. راشد محمد الفوزا
الاقتصاد الآنسبتمبر 3, 2012, 7:02 م 495 مشاهدات 0
تعاني المرأة معاناة 'قاسية' ومريرة بما يخص العمل وفرصه, إذ هي غير متاحة لها كما الرجل الذي كثيرا ما يكون لديه خيارات متعددة ومتنوعة, ويكفي أنه يستطيع أن يتنقل من مدينة لمدينة أو أي مكان, والمرأة لا تستطيع, ولكن فرص العمل بلا حدود كالعمل الحر أيضا, فله أن يقف على أي رصيف أو مكان ويبيع ما يشاء من سلع, وهذا ما لا يمكن للمرأة ولا نريده لها, هل شاهدتم المرأة السعودية التي تبيع في الشارع وعلى قارعة الطريق و'الأجنبي المقيم' لديه محل تجاري تحت ظلال التستر أو بدون تستر, منطق مقلوب غير سوي يحدث لدينا لكن هو الواقع.
الآن نجد سعوديات يتقدمن للعمل بالمصانع وطبقا لما ينشر, وهذا عدد قليل وقليل جدا, فأين بقية النساء؟ العيب ليس لديهن برأيي, وإنما 'ظروف' و'تهيئة' فرص العمل هي المشكلة الكبرى, فهل تجد المرأة لدينا فرصة 'عادلة' و'كافية' لا أعتقد ذلك, لموانع كثيرة اجتماعية وغيرها أصبحنا رهناء لها, ومقيدين بها بلا مبررات حقيقية أو مقبولة, وهذا ما يجعلنا نطالب بأن تفتح فرص العمل للمرأة في المصانع, وتهيأ لهن الفرصة, والظروف الكاملة, كالمواصلات, ووقت العمل المناسب, ودور حضانة لأطفالهن, ورعاية كبيرة لهن, فالمرأة أكثر دقة وانضباطا بالعمل ورغبة, وقد تجدها تعلمت ودرست أفضل العلوم ولكن أين الفرصة؟
الصناعة أهم عماد اقتصادي لأي دولة, وهذا ما يجب أنه ندركه في بلاد اعتمدت على النفط كمصدر دخل بنسبة تفوق 87%, وهذا ما وضعنا في حالة 'اعتماد وارتخاء' اقتصادي سلبي سنعاني منه مستقبلا, ونحن لم نستثمر 'القوى البشرية' لدينا, فالمرأة معطلة كثيرا, ولن يكون العمل صعبا حتى للمستويات التعليمية الأقل, مع التدريب والتعليم والتجربة يمكن تجاوز كثير من المصاعب لا شيء يقف حاجزا ابدا, وهذا ما يجب أن نعمل عليه, تأهيل وتدريب القدرات, وفتح فرص العمل للمرأة بأكبر قدر ممكن, ونحن نعرف كم رقم البطالة لدينا من النساء خصوصا وهي تقارب المليونين, ونعرف الأثر السلبي لبقائها بدون عمل. فلماذا وصلنا لهذه المرحلة من الجمود والتعطيل للمرأة, والصناعة مجال واحد, وهناك مجالات وقطاعات يمكن لها أن تستوعب الكثير من الوظائف للمرأة, ولكن الخلل لدينا نحن, بعدم توفير الظروف لها ووضعنا حواجز وهمية بلا مبرر أو مسوغ حقيقي.
تعليقات