سلوكك من استهلاكك قلم راشد محمد الفوزان
الاقتصاد الآنسبتمبر 9, 2012, 2:48 م 559 مشاهدات 0
خلال فترة عمل سابقة ' بالبنوك ' كثيرا ما أستغرب أن الكثير يقترض المال من أجل أن يسافر ' سياحياً ' ويروِّح عن نفسه، ويتحمل أعباء ديون لسنوات، ورأيت مَن يقترض من أجل شراء سيارة ' فارهة ' لا سيارة تقضي احتياجه، وأشياء من هذا القبيل، أو سيدة تشتري' حقيبة ماركة ' أو عمليات ' تجميل ' غير ضرورية . يصعب حصر إنفاق الكثير من المال من أجل ' رغبات ' لا ' حاجات ' وصدرت تقارير تعزز هذه الرؤية خلال الأسبوع المنصرم . والدراسة وفق ' سدكو القابضة ' وتصريح رئيسها التنفيذي أكد على أن ' 80% من الشباب السعودي يصرف نقوده على ما يرغبون لا ما يحتاجون ' .
أعرف صديقاً ' إنجليزياً ' يمتلك حقيبة منذ عرفته منذ عشرين سنة، وسألته مرة ' كم عمر هذه الحقيبة ' فأكد لي أنه يفوق 32 سنة؛ وهي جلدية صناعة يابانية، كما أن الكثير من مستلزماته على هذا النحو. وهو رجل أعمال وتاجر، ويمكن له اقتناء ما يريد شهرياً ولكنه لم يفعل وسألته عن السر، فرد بكلمات محدودة ووافية ' لا أحتاج الجديد فهذه كافية وتؤدي الغرض ' ولم يشعر بعقدة نقص كما يشعر به الكثير بأن التميز يأتي ' بالتغيير واللبس وما غلا ثمنه ' لم يكن بحاجة ليثبت لأحد شيئاً، بقدر أن ما يقتني هو ما يحتاجه فقط لا غير .
أصل إلى أن السلوك الاستهلاكي لدينا متدني الوعي، والدليل وجود جمعيات تأخذ الفائض من الطعام، والإسراف الكبير الذي يتم بلا حدود، وأيضا كل يقيم نفسه حسب ممارساته الاستهلاكية إذ إن هناك كماً هائلاً من المصروفات الباهظة بلا ' حاجة ضرورية ' رغم أنه حين نحسب كل ذلك تفصيلا، سنكتشف أن الدخل لا يقل عن ثلثه أونصفه يذهب بلا ضرورة وحاجة .
نحتاج وعياً وفهماً ودراية، ونقونن المصروفات للضروريات، فالزمن دوار وديننا يحث على عدم التبذير.
تعليقات