عن 'نازعو الأفراح' في الكويت.. يكتب د. سعود الحربي

زاوية الكتاب

كتب 1019 مشاهدات 0


الوطن

ديمة قلم  /  نازعو الأفراح!

د. سعود هلال الحربي

 

من خصائص الثقافة العربية أو الشرقية على وجه العموم عمق التعبير عن الحزن والآلام لدرجة تصل التطرف، ونجد هذا واضحا في الأدب والشعر بصورة خاصة أو الفنون الأخرى، وهذا ما ذكرته الكاتبة كنيزي واستغرابها من الشرقيين وكيفية تعبيرهم عن الألم النفسي وأين تكمن تلك الدموع، لذلك نجد بعض البيئات أو المجتمعات اعتاد أفرادها احضار نائحات أو (ندابات) في العزاء لتبكي بحرقة وتحرك مشاعر كل من حولها للتنفيس كما يعتقدون.
في ثقافة أمريكا اللاتينية هناك ما يعرف بـ «نازعو الأحزان»، وهم مجموعة من السحرة أو المشعوذين يأتون للانسان وهو يحتضر ويقومون بالقراءة عنده أو محادثته أو استخدام بعض الطرق والهدف من هذا كله تهوين سكرات الموت ومده بالصبر والتحمل الى ان تقبض روحه وتنتهي المشكلة ليتم البحث عن آخر، وأعتقد أنهم يأخذون مبالغ مقابل هذه الخدمة الانسانية كما يظنون والتي قد تكون بعيدة كل البعد عن قيمة الانسان.
في الكويت ظهرت خلال السنوات الماضية فئة اسميهم «نازعو الأفراح»، حيث يتلذذون بصبغ حياتنا بالحزن والألم، فما تقلب صحيفة أو تطلع على ما يكتب في شبكات التواصل الا وتجد لهم صولات وجولات في هذا الميدان، وأعترف بأنهم أبدعوا في هذا الجانب ابداعا يفوق الوصف، ولم يكتفوا بنزع الأفراح بل سارعوا الى غرس الألم والشعور الدائم بالحزن، وما ان نرى بارقة أمل الا أطفؤوا جذوتها اضافة الى نشر الشائعات الكاذبة والترويج لكل باطل، فحسبنا الله ونعم الوكيل فيهم.
ما نحتاجه في حياتنا حقا أناس ينزعون الأحزان من غير شعوذة وبهتان، وأن يبثوا الفرح والأمل بيننا، اننا بحاجة الى بشر مثل جوهرة عزيزة هبة من الرحمن، نقية نقاء المطر ليجددوا الأمل في نفوسنا ويمدونا بحب الحياة والاحساس بروعتها بدلا من الضياع والتضييق علينا وجرنا الى مساحات العدم والسقوط في بحر الندم.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك