لدينا طفرة مالية ولكن المواطن طفران.. هذا ما يراه الرويحل

زاوية الكتاب

كتب 1379 مشاهدات 0


عالم اليوم

بالعربي المشرمح  /  لدينا طفرة مالية وطفرانين!!

محمد الرويحل

 

المواطن في بلدي أصبح بحاجة لطبيب نفساني يحلل له نفسيته التي بدأت تعيش على متناقضات لا يمكن لكائن من كان أن يفسرها له في ضل ما يقرأ ويشاهد من تناقضات عجيبة وغريبة، وأتحدى حتى الطبيب النفساني أن يجد لتلك التناقضات إجابة شافية وواقعية يقنع بها هذا المواطن الذي ابتلي بتلك المتناقضات وسوف أسرد لكم بعضاً منها متحدياً من يستطيع أن يفسر لنا أسبابها..

****

نقرأ بأن لدينا فائضا ماليا كبيرا وطفرة اقتصادية كبيرة، بينما نجد أن المواطنين طفرانين من تلك الطفرة وجلهم مديون وأثقلته الأقساط، ونقرأ بأن اقتصادنا متين وبنوكنا قوية بينما لا نجد تفسيراً لانهيار البورصة وشركاتها، ونقرأ عن مليارات فوائض بالميزانية ولا نرى لهذه المليارات مكانا في التنمية والازدهار..

****

لدينا طفرة مالية ومع هذا مستشفياتنا لا نجد بها أسرة لمريض، أو موعدا قريبا لعمل أشعة، أو موعدا لخلع ضرس، بينما نقرأ عن بناء مستشفيات وعيادات في دول أخرى ولشعوب أخرى على نفقتنا، ونتطوع لعلاج بعضهم بينما نقرأ بالصحف عن مواطن يستجدي أحد المحسنين لعلاج ابنه أو ابنته على نفقته..

****

لدينا طفرة مالية وجامعتنا ومعاهدنا وكلياتنا لا مقاعد بها لأبنائنا ويضطرون للدراسة على نفقتهم الخاصة بينما يرون تبرعات حكومتنا السخية لبناء الجامعات والمعاهد في دول أخرى ولشعوب أخرى دون اعتبار لأبنائهم ومستقبلهم..

****

لدينا طفرة مالية ولا زالت الكهرباء تنقطع عنا في عز الحر وفي رمضان بينما نقرأ عن تبرعات لحكومتنا لدول وشعوب أخرى بالمحولات والمولدات الكهربائية لتخفف عنهم لهيب الحر دون أي اعتبار لمواطنيها..

****

لدينا طفرة مالية وترفض حكومتنا تسديد ديون المواطنين بينما تسقط عن دول وشعوب أخرى ديونهم وتمنحهم الهبات والقروض لتحسين أوضاعهم، وتقدم الملايين لشراء ولاءات البعض كالقبيضة والشبيحة والمرتزقة الذين يدافعون عن سياستها ودون أي اعتبار لشعبها..

****

لدينا طفرة مالية ولا زال المواطن ينتظر عشرين عاماً ليجد مسكنا يأويه وأسرته بينما تقدم حكومتنا المأوى للأغنام والأبقار والابل دون أي مراعاة لمشاعر وظروف مواطنيها..

****

لدينا طفرة مالية وحكومتنا تمنح المواطن خمسين ديناراً عن كل مولود ولغاية سبعة بينما تمنح البقرة (150 ديناراً) عن كل عجل تلده ودون تحديد..

يعني بالعربي المشرمح لدينا طفرة مالية ولكن المواطن طفران من تلك الطفرة التي يسمع بها ولا يتلمسها أو يستفيد منها على أرض الواقع، فطفرتنا المالية أصبحت السبب في طفرة المواطنين، وأتمنى أن تقوم الحكومة بمنع وسائل الاعلام من الاعلان عن الطفرة المالية حتى لا يطفر المواطنون أكثر مما هم طفرانين..

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك