11 و12 سبتمبر يومان أسودان في تاريخ العرب والإسلام.. هذا ما يراه البغلي

زاوية الكتاب

كتب 1144 مشاهدات 0


القبس

جرة قلم  / 11 سبتمبر.. 12 سبتمبر

علي أحمد البغلي

 

11 سبتمبر 2001 تاريخ أسود للإنسانية جمعاء، وللعرب والمسلمين، حيث إن تلك الهجمات التي قتلت آلاف الأبرياء قام بها عرب ومسلمون، وافتخروا فيما بعد بها. البعض يعد ذلك التاريخ انتكاسة للعرب مثل انتكاسة حرب 1967، وحادثة ميونخ، ثم أحداث 11 سبتمبر، التي عانى بعدها العرب والمسلمون الأمرّين من التمييز ضدهم، وتدقيق وشكّ في نواياهم، ثم قلب لأنظمة حكم بعضهم، مثل حكم طالبان وصدام حسين، اللذين ذهبا إلى مزابل التاريخ غير مأسوف عليهما.

تمر ذكرى 11 سبتمبر سنويا، وأنا كعربي مسلم لا أتمالك نفسي من الشعور بالخزي والخجل، لأن من قام بها ينتمي إلى أصلي وخلفيتي الدينية نفسيهما، كما أشعر بالخجل للتواجد بين أشخاص في داخل الكويت وخارجها ممن يؤيدون ما ارتكبه أولئك القتلة الآثمون في ذلك اليوم الأسود، ولا يزالون يترحّمون عليهم! بل إن البعض يؤيد بالمال والأرواح، ويكرر ما فعله أولئك الجبناء في الولايات المتحدة منذ عقد من الزمان في كل أنحاء العالم، من قبل حَمَلة الفكر التكفيري المدمر (القاعدة) نفسه، وشهدنا الأسبوع الماضي فقط هؤلاء يقتلون بدم بارد ما تجاوز المائة مدني في مدن مختلفة في العراق.. ثم تفجيرهم الانتحاري في اليمن، مستهدفين وزير الدفاع فيها، وقتلهم عشرات الأشخاص بالأسلوب الجبان نفسه.. إننا نتعاطف مع ضحايا هذه الفئة الضالة من كل أنحاء العالم، ونبرأ لله الى يوم القيامة من أفعالهم، التي ستؤدي بهم وبمن يتعاطف معهم إلى جهنم وبئس المصير خالدين فيها أبدا..

* * *

هل هي الصدفة البحتة التي قادت المتشددين الليبيين بعد يوم من 11 سبتمبر الأسود إلى الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي يوم 12 سبتمبر الجاري، احتجاجا على الفيلم الأميركي المسيء للرسول صلى الله عليه وآله وسلم؟! هذه الفئة ألا تعلم بحرية الإعلام والتعبير، التي ضمنها الدستور الأميركي؟ وألا تعلم هذه الفئة التي وُلدت وترعرعت في رحم دكتاتورية الرجل الواحد الرهيبة (القذافي)، أن الحكومة الأميركية غير مسؤولة عما ينشر أو يُعرض في وسائل الإعلام، بعكس الحال في دول القمع العربي والإسلامي؟ فالعقل العربي المتخلف بحكم تربيته ونشأته في بيئة تحصي وتعد عليه الحكومة أنفاسه، ولا يمكن عمل أي شيء لا يرضيها، يعتقد أن العالم كله - لا سمح الله - نسخة طبق الأصل من دكتاتوريات بلدانه غير السوية!

وهل هذا جزاء الولايات المتحدة التي ساعدت الشعب الليبي على التخلّص من المعتوه القذافي، الذي حكم الشعب الليبي لمدة 4 عقود؟ ما آلمني أن السفير القتيل كريستوفر ستيفنز هو إنسان يحب الشعب الليبي.. ويتكلم العربية، عاش في دول المغرب مدة طويلة، وكان سعيدا بوجوده في ليبيا يساعد - على حد قوله - في انتقال شعبها من دكتاتورية عاتية، الى ديموقراطية وليدة..

لم يستوعب هذا الرجل الشجاع أن هناك شعوبا «تخب» عليها الديموقراطية ومبادئها ومفاهيمها.

11 سبتمبر 2001 و12سبتمبر 2012 يومان أسودان في تاريخ العرب والإسلام شئنا أم أبينا..

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..

* * *

هامش:

نشجب وندين كل من شارك في العمل {الفني} الأكثر من تافه (براءة الإسلام)، والذي تسبب بكل تلك الضجة.. وهو أمر غير مقبول بكل المعايير، فاحترام معتقدات الآخرين أمر تفرضه المبادئ الديموقراطية الحقة.. واحتجاجنا يجب أن نوجهه لمرتكبي هذه الجريمة النكراء، وليس لغيرهم.. ألم يسمع هؤلاء بآية «أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى»؟!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك