فاطمة الشايجي تطالب منظمة حقوق الانسان بإقرار عقوبة الإعدام للمسيء إلى الديانات!

زاوية الكتاب

كتب 785 مشاهدات 0


الشاهد

إلى متى نهان؟!

فاطمة الشايجي

 

لنوجه سؤالا الى العالم غير الإسلامي، بالأخص لمن أساء الى الاسلام: هل ظهر مسلم واحد على وجه الأرض كانت رد فعله الاساءة الى الأديان الأخرى كانتقام لما حدث للاسلام؟ بالطبع الاجابة ستكون بالنفي، وذلك لأن الاسلام نهى عن الاساءة الى الديانات السماوية فهي جميعها منزلة من عند الله، وحتى الى الديانات غير السماوية رغم أنها ليست من الله، فنحن كمسلمين نحترمها، لأنه واجب ديني علينا وليس واجبا انسانيا. ومع ذلك نجد أن حال المسلمين يسيطر عليه هذا التساؤل وهو: ما سبب التخاذل الذي أصاب المسلمين فيهان الاسلام ويسب رسوله وزوجاته وصحابته ولم يحرك أحد ساكنا؟ السبب أيها المسلمون أننا لا نفكر بطريقة تحفظ لنا كرامتنا فقد استطاع أعداء الدين تشتيت شمل المسلمين، وشل تفكيرهم.
فمنذ أن تم نشر الاعلان العالمي لحقوق الانسان في تاريخ 10 ديسمبر 1948 والمسلمون يتعرضون لأسوأ معاملة وتتكابل عليهم الاهانات يوما بعد يوم، فقضية أن يظهر ما بين الحين والآخر أشخاص تتعرض وتسوء الى الاسلام والمسلمين والى رسول الله | يجب أن تكون من ضمن أولويات منظمة حقوق الانسان بالاتفاق مع رجال الدين الاسلامي من جميع المذاهب، فالمسلمون وان اختلفت مذاهبهم الا أنهم يتفقون على أمور كثيرة وأولها أن سيد المرسلين هو سيدنا محمد |. فهل يعقل أن تساند هذه المنظمة التغيير وتطالب به للشعوب وهي لازالت صامدة على موادها لا تتغير لا ينتقص منها أو يضاف عليها ما يناسب التغيير؟ اذا من أين تستمد سلطتها في التدخل في شؤون الانسان في شتى بقاع العالم ما لم تكن تواكب التغيير؟
ان ما يقدم عليه المسلمون بما يسمونه نصرة للاسلام والرسول | ما هو الا ردود أفعال ستستمر على هذا الوضع الى ما لا نهاية، فلا الشعارات ولا قتل الأشخاص ولا التهديد يمكن اعتبارها نصرة للاسلام أو أنها بالفعل ستنصر الاسلام. ان من سينصر الاسلام الله قبل كل شيء ولكن تبقى هي مهمة رجال الدين الاسلامي، فيجب عليهم أن يطالبوا منظمة حقوق الإنسان باضافة مواد تحفظ للمسلمين كأشخاص وليس كجماعات حقهم في عدم المساس بدينهم أو معتقدهم. فنحن اذا نظرنا الى المادة »18« من الاعلان العالمي لحقوق الانسان نراها تشير الى أن » لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين. ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الاعراب عنها بالتعليم والممارسة واقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سرا أو جماعة « وهذه المادة يجب التمعن فيها مليا فكيف للمنظمة أن تقر بحرية الفرد باعتناق الدين الذي يراه مناسبا دون أن تقر أن من حقه أيضا عدم امتهان دينه والتعدي عليه من قبل الآخرين، يجب أن يقر مبدأ احترام الديانات كي نمنع الفتنة التي يتم استخدامها سلاحا فتاكا يقضي على البشر.
لذلك يجب علينا نحن المسلمين أن نخاطب العالم بهذه الصيغة » نحن مسلمون ولسنا بحاجة لأن نستشهد بآيات أو أحاديث لنثبت للعالم أنه لا يجوز التعرض للذات الالهية أو اهانة الرسول | أو الاسلام والمسلمين، وبما أنه من حقنا اعتناق الديانة التي نرى أنها مناسبة لنا كما يقره اعلان حقوق الانسان، فنحن نطالب أولا منظمة حقوق الانسان أن تضيف مادة وهي معاقبة من يسيء الى الديانات السماوية وبصفة خاصة الديانة الاسلامية بالاعدام. لأنه يسيء الى حق من حقوق الانسان المسلم. وهذا طلب لا يحتاج لدراسات أو اجتماعات ومن أراد أن يزج نفسه معنا نحن من غير المسلمين بهذه المطالبة فليشارك معنا لأنه سيسهل علينا مهمة احترام الأديان وعدم التعدي عليها «.
ثانيا: نطالب نحن المسلمين من رجال الدين الاسلامي أن تكون هذه القضية من ضمن أولويات اجتماعات المؤتمرات الاسلامية العالمية التي تهتم بشؤون المسلمين في كل العالم والتوجه بها الى منظمة حقوق الانسان واجبارهم على صياغة مادة تعاقب بها كل من لا يحترم ديانة الآخر أو يسيء اليها من منطلق أن نسبة المسلمين تشكل الديانة الثانية في العالم بعد المسيحية.
ثالثا: لكي نكون أقوياء ونستطيع نصرة الرسول والاسلام والمسلمين يجب على رجال الدين أولا: الاهتمام بالدين، وثانيا: نشر الدين، وثالثا: وهو الأهم أن لا يكونوا هم وقود الفتنة بفتواهم. فقد قل اهتمام رجال الدين بالدين واهتموا بالسياسة والسلطة على اعتقاد أنهم من خلال السلطة يمكنهم نشر الدين، وهذا أكبر خطأ وقع فيه رجال الدين لأنهم ركزوا تفكيرهم على نشر الآيات والأحاديث التي تتوافق مع مصلحتهم السلطوية وتناسوا تربية الأجيال القادمة على أصول الدين. ما يقوم به العالم غير الاسلامي من توجيه اهانات للرسول | ليس من منطلق كرههم للدين الاسلامي، وانما لمدى معرفتهم بضعف المسلمين لتناحرهم مع بعضهم البعض حول السلطة ففضلت اثارة البلبلة في قلوب المسلمين لغرض ما بأنفسهم. يؤسفني بالفعل ما يحدث ونحن ممن يدعو الله بأن يعز الاسلام والمسلمين وينصرهم في جميع بقاع الأرض. فالدعاء واجب علينا كمسلمين،ونشر الاسلام واجب على شيوخ الدين، وحفظ كرامة الدول الاسلامية من واجب الحكام وأصحاب الشأن والسياسيين. ولكن عندما يرى العالم الآخر تناحر المسلمين لن يتدخل لوقف هذا التناحر وانما سيسعى جاهدا أن يطبق مبدأ فرق تسد فضعفنا هو قوة لهم، فيا أيها المسلمون حثوا أهل الدين على نشر الدين.

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك